[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم زقزوق[/COLOR][/ALIGN]

نحن نمنح عواطفنا بالجملة وهم يمنحون عواطفهم بالقطارة، نحن نحب بجنون.. وهم يحبون بمقدار.. في بلادنا تدمع عيوننا حزناً على وفاة حبيب. وغيرنا يبدون أسفهم.. يعيش الجار لديهم خمس سنوات ولا يعرف اسم جاره ولا يسأل عنه بالرغم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى على سابع جار كل هذا يحصل في هذا الزمن. حتى أصبح كل إنسان يشك في صاحبه. يتلفت حوله قبل أن ينطق بكلمة كل شيء بإذن. الوظيفة أصبحت صعبة إن وجدت في هذا الوقت. فُقد الحنان عند الناس. أنه دفء عجيب يخفف من برودة الحياة يعطي أماناً عجيباً للإنسان.
في الوقت الحاضر يُحس الإنسان بالفرق بين حياة الأمس واليوم.. كان الصديق يزور صديقه إذا مرض فكل قديم له ذكريات جميلة.. والأخ لا يسأل عن أخيه إلا نادراً.. لا بد لنا أن نحاسب أنفسنا من جديد.
تجرأ بعض الموظفين في الدولة لشراء أو استئجار سيارات ويقودونها بأنفسهم للعمل عليها لنقل الركاب من مكة إلى جدة لارتفاع الأجرة وتحت أعين رجال المرور ولا نعرف السبب.
ملايين الريالات تضيع علينا كل يوم.. لأننا نقف موقف المتفرج، نرى أيادي تلقي القاذورات في الميادين والشوارع ونمضي في طريقنا نسخر من أنفسنا.. ولا نرى مراقب البلدية الذي ربما يُغمض عينيه عن هذه المخالفات فلماذا لم ير أصحاب المساكن الذين خالفوا تصاريح البناء وارتفعوا بالبنيان فوق مساكنهم بأكثر من المسموح.. وجاءت البلدية الآن تطالب بازالة الادوار الزائدة عن التصريح: من المسؤول عن ذلك.. ولماذا لم تقم الجهات المعنية بمحاسبته على اهماله فالمخالفات كثيرة.. لماذا لا يعاقب امثال هؤلاء.. فليس بأيدي المواطنين عمل ذلك. لا بد أن نحاسب أنفسنا من جديد. وليس بأيدينا أن نقلل المشاكل الاجتماعية..
كل الأسواق يعمل فيها عمال غير سعوديين. فهم أصحابها تحت كفالة السعودي المتستر .. وفي وضح النهار.. أين لجان التستر التي كانت قائمة والآن اختفت. لا نسمع عنها أي نشاط لها.. بالرغم من وجود شباب يستطيعون أن يحققوا معجزة أمام العمالة المتستر عليها في هذا البلد.. معنى الحرية هو أن لا تخاف من عمل أي عمل كان.. لنعيش حياة كريمة بعرق الجبين، الممتنعون عن عمل أي عمل في بلادنا يفتحون شهية العمالة الأجنبية ما داموا يحصدون الثروة..
ستعود للإنسان السعودي حياته العملية ومروءته مع المحتاجين وشهامته مع الضعفاء.. وحبه لجيرانه وتعصبه لبلده. وانتمائه لأسرته وشارعه. ومدينته وقريته فهي حميدة ورجوع إلى ماضينا وتقاليدنا وما ورثناه عن أبائنا واجدادنا إن الحرية بالعمل سوف تنظف شبابنا..
لا زلنا نرى المتسولين يتجولون في مكة المكرمة وبقية مدن المملكة تحت أعين المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية. وهذا منظر مسيء جداً لبلادنا خاصة وأن الوافدين اليها طوال العام من المسلمين كثر والعالم العربي والاسلامي يعلم مواقف المملكة مع اخوانها المسلمين فهي تقدم المعونات بمئات الملايين ولا يظن هؤلاء أن هؤلاء المتسولين محتاجون لمعرفتهم بمكانة المملكة المادية.
فانتبهوا أيها المسؤولين فالذين يزرعون الاخلاص والعمل من أجل الوطن سوف يحصدون الحب والاحترام والا فالغرباء عن هذا البلد سوف يرددون علينا المثل القائل \”ما فلحت تكنس بيتها ذهبت تكنس بيت الجيران\” فالعالم العربي والاسلامي يعلم تماماً أننا نملأ أيدينا من الدر والياقوت والجواهر. والحمد لله ها هنا في بلادنا ولله الحمد نشرب ونرتوي ونسأل الله أن لا نعطش إلى الأبد لا تكسلوا أيها المسؤولون في لجان التسول لكي لا تدانوا وربكم أعلم بما في نفوسكم.
حكمة:
جوعوا إلى الحكمة
واعطشوا إلى عبادة الله قبل أن يأتيكم المانع منها..
وقال الله.. يا عبدي ليس بيني وبينك أنت.. فأنظر إليَّ فإني أحب أن أنظر إليك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *