[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شمس الدين درمش[/COLOR][/ALIGN]

لاشك ان الرغبة في الاقناع تتملك كلا طرفي الحوار، وقلما يكون في احد الطرفين الاستعداد للاقتناع، فضلاً ان يكون ذلك في الطرفين ! وتتفاوت هذه الرغبة – رغبة الاقتناع – حسب موضوع الحوار فهي تزداد في الموضوعات العلمية البحتة القائمة على ا لبحث والتجربة، وتقل في الموضوعات الانسانية حتى تتلاشى في الموضوعات الدينية وبالاخص في الجانب العقدي !
ونستطيع ان نقدم امثلة كثيرة لرفض الاقتناع بالعقائد والاستكبار على الدعاة الضعفاء بالمقياس المادي الظاهر، فهذا فرعون وهامان وقارون يرفضون دعوة موسى، وهؤلاء قوم شعيب يتهكمون عليه، وهذا لوط عليه السلام يتمنى لو كانت له عصبة قوية او ركن شديد يأوي اليه، وأولئكم قوم عاد وثمود، وهذا ابراهيم عليه الصلاة والسلام مع نمرود، وبل مع ابيه الذي يهدده ان يرجمه اذا لم ينته عن دعوته، مع ما كان في اسلوبه الحواري من حجج ساطعة كالنجم والقمر والشمس التي استدل بها على احقية دعوته، ثم اوقفهم امام الاصنام العاجزة فعجزوا عن النطق بكلمة واحدة في الدفاع عن باطلهم، ولكنهم بعد ذلك كله قالوا : \” حرقوه وانصروا آلهتكم !!وحتى قصة الخلاف الاول بين ابني آدم اذ قربا قرباناً فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الآخر، نجد فيها استكبار القوة الطاغية على العقل المحاور المسالم اذ يقول : لاقتلنك ! ؟ \” .
والامثلة اقل في الجانب الآخر الذي يستجيب فيه القوي للحوار ويصل الى بر الامان بنفسه وبمن معه، وذلك في حالة ملكة سبأ مع سليمان عليه السلام التي رفضت منطق \” نحن أولو قوة \” فاسلمت مع سليمان لله رب العالمين، ومثل هذا الملك النجاشي مع دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ويبقى السؤال الملح : هل كان الاسلام سينتشر سلما في جنوب شرق آسيا وافريقيا لو لم تكسر قوته شوكة الروم، وتزيل دولة الفرس، وتحمل دولة الصين، ودول اوروبا على المهادنة؟ !
ومع كامل القناعة بأهمية الحوار والاستمرار فيه هناك حاجة ملحة لامتلاك القوة في اقامة نوع من التوازن بين المتحاورين .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *