الحل واضح ولكن لا أحد يتقدم
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت الزهراني[/COLOR][/ALIGN]
أظن ان الحل المثالي لقضية انخفاض رواتب المعلمين والمعلمات بالمدارس الأهلية، والذي يدور الان في فلك \” \” ١٥٠٠ ريال هو ان تتولى الدولة دفع رواتبهم وتقدمهم كإعانة للمستثمرين من ملك المدارس الأهلية، وبدون هذا الحل \” العملي \” من وجهة نظري
ستظل هذه الحكاية بدون حل وسنظل ندور في حلقة مفرغة وبالتالي نضيع اوقاتنا فلا المدارس الأهلية – في غالبيتها – قادرة على ان تقدم رواتب مجزية لمعلميها السعوديين، ولا الاعانة التي تقدمها الوزارة للمدارس الأهلية بصورتها الشحيحة الان قادرة على حل هذه المشكلة ثم ان المدارس الأهلية \” عقلا ومنطقا \” ليست مسؤولة عن توظيف المواطنين، انما المسؤول هو الدولة .
ان راتب ١٥٠٠ ريال لمعلم او معلمة سعودية في مدرسة اهلية هو راتب مخجل بحق وحقيق وهو ليس راتب معلم تربوي يراد منهان يربي اجيالنا، ولكنه في الواقع راتب عامل نظافة او راتب مستخدم يتولى اعداد الشاهي والقهوة، والواجب ان يتم احترام مهنة المربي والا يقل راتبه – في زمن الغلاء الحالي – عن خمسة الاف ريال لنكون بذلك قد احترمنا المهنة واحترمنا العاملين فيها قولا وعملا، والواقع ان المدارس الأهلية – وقد عملت فيها لسنوات – لا تستطيع ان تقدم لطاقم معلميها هذا السقف من الرواتب لأن مداخيلها اقل بكثير من الميزانية التي ستترتب على سقف رواتب بهذه الصورة .
ولذلك واختصارا لكثرة من كتب في هذا الموضوع من مقالات وتحقيقات وآراء وشكاوى، فإن الحل – كما اسفلت – لن يكون الا بأن تتحمل الدولة رواتب معلمي المدارس الأهلية – كمعونة منها – للاستثمار في هذا الجانب المهم من حياتنا وقد يقول القائل ان هذه اعباء جديدة على الدولة واقول وهل خسارة ان يتم تجويد الاداء في التعليم الاهلي، وهو الذي قام اصلا على تقديم خدمة تربوية تعليمية متميزة وبناء على هذا الاقتراح يظل على المستثمر ان يتحمل قيمة ايجار المدرسة او بنائها بشكل يوفر البيئة التربوية الجاذبة، ويوفر امكانيات المبنى من مقاعد ومعامل ومصروفات مختلفة والدولة تتكفل برواتب طاقم المعلمين والمعلمات بالكامل وبرواتب مجزية ومن خلال سعودة كامل الجهاز \” موظفين ومعلمين \”.
ان عدداً من المدارس الاهلية بدأ العمل فيها خلال السنوات الأخيرة مرتبكا حيث تضغط وزارة العمل عليها بـ \” السعودة \” وهي تستجيب مكرهة وببطء لقلة ذات اليد، وصار لا يعمل بها المعلمون المستجدون ممن لا يمتلك الخبرة التربوية الكافية ولا الخبرة والمهنة، ولذلك اهتزت مستويات عدد من المدارس التي كانت متميزة، نتيجة الشد الحاصل بينها وبين وزارة العمل، وفي النهاية ضاعت المخرجات المطلوبة، وبدأ يتلاشى التميز الذي كانت تتباهى به، وتحولت مستويات ادائها الى ما يقارب المدارس الحكومية، وبعضهبا اقل من الحكومية، فما هي فائدة وجود المدارس الأهلية اصلا، اذا تواضع مستواها وانحدرات مخرجاتها، وصار الطلاب في نهاية المطاف هم الضحية .
يجب في حقيقة الأمر ان تنتبه وزارة التربية لهذا الامر، وأن تتأمل حكاية المدارس الأهلية بشكل عام، ورواتب العاملين فيها بشكل خاص بأسلوب منطقي يخدم المخرجات المتميزة التي نطمح لها كمواطنين، وخصوصا ممن يلحق ابنه او ابنته فيها، والحلول بطبيعة الحال لا بد ان تكون جذرية، ووفق رؤية منطقية وعلمية وعملية، وما اراه شخصيا من محاولات حلول، فإنني اعتبرها مع تقديري لمن يتصدى لها، ما هي الا نوع من المسكنات التي لا تؤكل عيشا ولا تخدم قضية المدارس الأهلية كفرع مهم، وجناح حيوي من اجنحة التعليم في بلادنا .. فأما حلول جذرية وعلمية، والا فسنظل جميعا ندور في حلقة مفرغة، دون ان نصل الى الطموحات الكبيرة التي نريدها .. إن هذا أمانة ومسؤولية؟ !!
[ALIGN=LEFT]bekeet8@ hotmail. com[/ALIGN]
التصنيف: