[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]

الحرب هي آخر الوسائل التي يتم الوصول اليها اذا لم تنجح اية طريقة اخرى. لكن الحرب طالت او قصرت هي في النهاية غير ذات قيمة ما لم يتبعها اجراء سلمي. فقد يتبعها انتصار وهزيمة، وقد يتبعها استسلام واستلام، وفي كل الحالات فالنهاية وجها لوجه لكل الاطراف.
واليمن حاليا تعيش رمضان وهي في جو حرب ، ومئات الأسر التي ليس لها في هذه الحرب لا ناقة ولا جمل تضطر الى النزوح خارج قراها الى القرى المجاورة او الى المدن بحثا عن الآمان.والنزوح يعني خروج الشخص وأهله من منزله بأقل ما يمكن حمله وأقل ما يمكن ان يحميه من تغيرات الطقس شمسا وسحبا وحرارة وبرداً وليلاً ونهاراً. مهما حمل من غذاء فسوف لن يكفيه لفترة النزوح التي يعرف بدايتها ولا يعرف لها نهاية.
فيلجأ النازحون عادة الى الأماكن التي تعدها الدول والمنظمات حيث تكون هناك بالضرورة خيام ومياه للشرب. وفي الخيام قد يتوفر بعض الغذاء والدفء ودرجة معينة من الآمان. لكن هذه المرة يعاني اللاجئون من مشكلة كبرى فقد وقعت الاماكن التي لجأوا اليها في منتصف مواقع الحرب، ولم تتمكن المنظمات الانسانية وغير الحكومية الدولية والمحلية من الوصول الى معظمهم.
وهكذا، بينما كنا نصوم وندعو الله لتحقيق السلام في ربوع اليمن والجزيرة كلها، نفطر ونشعر بالمرارة لأن مجموعة من ابناء جلدتنا يعانون من هول أحداث لم يصنعوها، ولا نستطيع أن نمد لهم العون وهم في أمس الحاجة.
المساعدة الصحية:
وأخيرا تم تسجيل اخي الطبيب ضمن مجموعة الاطباء الذين يقومون بمداواة الجرحى والمصابين سواء من المتحاربين او من اللاجئين، للذهاب الى صعدة كجزء من المساعدة الصحية اللازمة. هو الآن يستعد للرحيل، فنشعر كعائلة بحالة من التوتر والقلق. فمن ناحية نريد كلنا ان نشارك في تخفيف المصاب عمن ابتلاهم الله بأثر من آثار الحرب، ومن ناحية ثانية نعاني من القلق الشديد أن يصيب ابننا المتطوع بأي أذى في المواقع التي لا يراعي المتحاربون أهمية تركها دون هجوم أو مخاطر.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *