يقبع العقل العربي أسيراً لنظرية المؤامرة القديمة القائلة بأن الغرب (شارك في صناعة الربيع العربي / الشرق الاوسط الكبير) ! ولكن من هو المستفيد من ترويج تلك الدراسات القديمة (بعد حدوثها) بغرض اضعاف العرب نفسياً؟ وهل تم فعلاً توقع تلك الاطروحات؟.
إن مخطط (الشرق الاوسط الكبير والفوضي الخلاقة) هو أحد مئات السيناريوهات التي يكتبها سنوياً طلبة (خيال علمي) حديثي التخرج (للخارجية الامريكية) عن طريق مراكز الدراسات والأبحاث.
ولو اطلعت على تلك التقارير والدراسات لوجدتها تتوقع كل شيء تقريباً (احتلال الدول العربية من اسرائيل / جفاف النفط ونزوح جماعي للعرب عن طريق تركيا/ احتلال يأجوج ومأجوج للمنطقة العربية) وعشرات السيناريوهات التي فشلت جميعاً في توقع حدوث الربيع العربي ونشأته في شمال أفريقيا.
يتضح ذلك عندما نتذكر لقاءات هيلاري كلينتون المتكررة مع أبناء القذافي لتهيئتهم للحكم بعد القذافي؟ تكررت نفس القصة مع جمال مبارك واستضافته باستمرار في البيت الأبيض.. حتي لاحت بشاير (فصل الربيع العربي) علي حين غرة… معلنة خسارة الولايات المتحدة مئات الملايين التي دعمت بها حكم مبارك لتأمين سيناء وانتقال سلس للسلطة بعده.
كانت الصدمة بالغة على الغرب لدرجة أن الكونجرس الأمريكي دعي الى عقد جلسات استماع (تقريع وملامة) لكبار المسؤلين في الخارجية الأميركية الذين كانوا يستضيفون ابناء القذافي لتعئتهم للحكم حتى اسبوع واحد قبيل حدوث انتفاضة ليبيا.
إن العجز والفشل المتكرر في صحة توقعات الخارجية الأمريكية لا يأتي مجاناً…وإنما يكلف الإدارات الامريكية المتعاقبة ميزانيات ضخمة ساعدت في صناعة كوارث اقتصادية على السوق الامريكي! آخرها تملك الصين واستحواذها على نصيب الاسد من المديونية الأمريكية بما يسمح (للصين ) أو (الصين و روسيا) امكانية طرح السندات (سوياً) وإغراق الاقتصاد الامريكي وارساله الى العصر الحجري (راجع مديونيات الدول/ نشرة صندوق النقد الدولي لعام 2014).
ولكن مصلحة الغرب تأتي دائماً من نشر الإشاعات المزيفة بتفوقهم فكرياً وتخطيطهم للربيع العربي لإضعاف النفسية العربية كما فعلت فرنسا مع (الدول الافريقية) لعشرات السنين! تطاحن داخلي وحروب متكررة يبررها أبناء القارة السوداء بجملتهم الشهيرة وابتسامتهم ذات الاسنان المتلألئة بعد أن اهلكوا الحرث والنسل (هباري رفيقي، ميزوري فرنسي سلامي) يعني: مخطط فرنسي قديم لتقسيم المنطقة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *