أ.د. محمود نديم نحاس

المشروعات الهندسية التي نعطيها للطلاب تتطلب جهداً جماعياً من خلال فريق عمل مؤلف من ثلاثة أو أربعة طلاب.
أفاجأ دوماً بوجود فريق أو أكثر غير فعّال، وكل واحد في الفريق يضع الحق على الباقين، فهو تمام التمام، وهم؟؟؟
وجدت حلاً لهذه المشكلة في القصتين التاليتين اللتين وصلتا إلى بريدي الإلكتروني بالإنجليزية دون ذكر المصدر فترجمتهما وأصبحت أعرضهما على الطلاب في أول محاضرة كل فصل دراسي.
تقول القصة الأولى بأن رجلاً شكا إلى طبيب بأن زوجته قد تكون مصابة بالصمم لأنه يكلمها فلا ترد عليه. فطلب منه الطبيب أن يحضرها للعيادة لفحص أذنيها. فأجابه: هذا قد يجعلها ترفض، وقد تفسره على أنه إساءة إليها. فقال له الطبيب: دعنا إذاً نعمل تجربة صغيرة لنرى حجم المشكلة. قف وراءها على بعد 15 متراً وتحدث إليها، فإذا لم ترد فاقترب منها 3 أمتار، وكرر هذا حتى تسمعك. فوقف حيث أمره الطبيب وسألها: ما هو غداؤنا اليوم؟. فلم يسمع جواباً. وأخذ يقترب ويكرر السؤال، ولا يسمع جواباً. حتى وقف بجانبها وسألها: ما هو غداؤنا اليوم؟. فقالت: للمرة الخامسة أقول لك: دجاج مع الرز!
تتحدث القصة الثانية عن سيدة جلست في المطار في انتظار رحلة لها، وفي أثناء ذلك اشترت كيساً من الحلوى لتتسلى به وهي تقرأ في كتاب كان في يدها. وبينما هي منهمكة في القراءة أدركت أن هناك شاباً قد جلس بجانبها وأخذ قطعة من كيس الحلوى الذي كان موضوعا بينهما. تجاهلته في بداية الأمر، ولكنها شعرت بالانزعاج عندما استمر الشاب يشاركها في الأكل من الكيس. وفي كل مرة كانت تأكل قطعة من الحلوى كان الشاب يأكل قطعة أيضا. ثم أن الشاب وبهدوء وبابتسامة خفيفة أخذ آخر قطعة من الحلوى وقسمها إلى نصفين وأعطى السيدة نصفاً بينما أكل هو النصف الآخر. أخذت السيدة النصف الذي قدمه الشاب لها وقالت لنفسها: \”يا له من وقح. إنه لم يفكر في كلمة شكر\”.
وعند ذلك سمعت الإعلان عن رحلتها، فجمعت أمتعتها وذهبت إلى بوابة صعود الطائرة دون أن تلتفت وراءها إلى المكان الذي يجلس فيه ذلك الشاب الوقح. وعندما جلست على مقعدها في الطائرة كانت قد أنهت قراءة كتابها فأرادت أن تضعه في حقيبتها, لكنها صُعقت عندما وجدت كيس الحلوى الذي اشترته موجودا في حقيبتها كاملاً غير منقوص! عندها أدركت أنها كانت تأكل من كيس الحلوى لذاك الشاب، وأنها هي التي كانت وقحة, وغير مؤدبة.
كم مرة في حياتنا نقول، وبكل ثقة ويقين، بأن شيئا ما حصل بطريقة معينة, ثم اكتشفنا، متأخرين، بأن ذلك لم يكن صحيحا؟ وكم مرة حكمنا على الناس ظلماً بأنهم مخطئون؟ فهل نتريث قبل أن نحكم على الناس؟.
كلية الهندسة، جامعة الملك عبد العزيز
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *