[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سلمان السليطي[/COLOR][/ALIGN]

يتساءل الكثيرون عن حل مشكلة الحقيبة المدرسية والمعاناة التي يعيشها أولادنا الطلاب وبالخصوص التلميذ الصغير في المرحلة الابتدائية في حمل حقيبة لا يقل وزنها عن 10 كيلوجرامات على أكتافه، فرغم إنجازات المجلس في تطوير التعليم بشتى طرقه داخل المدارس المستقلة ومحاولته في تحديث تكنولوجيا التعليم إلا أنه ما زال واقفا أمام هذه الإشكالية التي أصبحت عائقًا حقيقيًا أم الأمهات والعائلات فلم يمر يوم خلال العام الدراسي إلا ونسمع تلك المشكلة الحقيقية من أولياء الأمور سواء من خلال الإذاعة أو الصحف بضرورة تخفيف الحقيبة المدرسية على أكتاف الطالب والتي قد تؤثر بالسلب عليه في المستقبل القريب.فكيف يتحمل طفل بريء وزن هذه الكميات الهائلة من الكتب التي تلقى على ظهره في كل صباح وأثناء عودته، فما هذا الظلم الكبير الذي نلقيه على أبنائنا وأطفالنا، فهل أصبحت الحقيبة المدرسية بمثابة عقاب قد فرض على الطلاب عنوة وكأن المشهد قد تحول إلى إجبار هؤلاء الأطفال إلى ممارسة رياضة حمل الأثقال بالقوة.
المشكلة قائمة ليس اليوم أو الأمس ولكنها منذ زمن طويل وحاولنا كثيرا مساعدة المسؤولين على توفير الطرق المناسبة لعلاجها خاصة مع دخول عصر التكنولوجيا والإمكانيات المتقدمة التي تتيح الاستغناء عن ضعف الكمية الموجودة داخل حقيبة الطالب، ولكن للأسف دون جدوى على حساب هذا الطلاب وبالأخص الطفل الصغير منهم الذي يئن دون أن يستطيع أن يعبر عن الأوجاع التي يتحملها بسبب الكم الهائل من الأوزان التي يحملها على كتفيه حتى أصبح وزن الحقيبة المدرسية له كابوس يحلم بالقضاء عليه دون فائدة.
ويظل السؤال الذي يطرح نفسه هو: أين دور المجلس في تطبيق الوسائل الحديثة وتكنولوجيا التعليم في حل هذه الإشكالية خاصة أن المجلس لديه من الخبراء والتربويين ما يؤهله للقيام بذلك والقضاء على هذه العقبة التي تؤرق الأطفال وعائلاتهم خاصة أن الحلول معروفة وليست معقدة ومطبقة في الكثير من الدول المتقدمة فلماذا نقف مكتوفي الأيدي أمام تلك الأزمة كما يصفها البعض من أولياء الأمور، ولماذا لم يتم تطبيق الحلول على أرض الواقع رغم المناشدات والمطالبات من الأمهات وأولياء الأمور نسمعها يوميا عبر وسائل الإعلام المختلفة، فلماذا لا يتم العمل على تطبيق أجهزة \”الآيباد\” كبديل عن الكتب التقليدية الورقية والتي أصبحت إرثًا قديمًا أو غيرها من الآليات الحديثة الأخرى والتي تعمل على الاستغناء سواء بشكل نهائي أو جزئي عن الكمية الضخمة من الكتب التي يحملها الطالب على أكتافه علما أنه تمت تجربة هذا النظام في عدة بلاد ولاقى نجاحًا منقطع النظير إضافة إلى أنه عند استخدام هذا النظام نكون قد حققنا هدفين أولهما رفع العناء عن الطلاب ومن ثم توفير أموال باهضة تصرف على طباعة الكتب، وللأسف الشديد فإن المعلم أحيانًا يطلب من االطالب جميع الكتب الدراسية يوميًا رغم أنه ليس في حاجة إليها ويقوم بالتدريس في عدد من المواد الدراسية وليست جميعها لذلك أرى أن المدرسة يجب أن تلعب دورًا من جانبها حتى لو كان هذا الدور بمثابة مبادرة شخصية من أجل تخفيف الحمل والعبء الكبير عن أكتاف التلميذ الصغير من أوزان الكتب المفروضة عليه بشكل يومي. وهناك الكثير من الاقتراحات المختلفة الأخرى التي تصب في هدف واحد وهو تخفيف حمل الحقيبة المدرسية على الطالب والتي من الممكن تطبيقها على أرض الواقع ولكن ما نحتاجه هو القرار السريع من قبل مسؤولي مجلس التعليم من أجل أبنائنا من أطفال المدارس.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *