الحضارة الإسلامية ماضٍ وحاضر

• أحمد محمد باديب

أحمد محمد باديب

ما أجمل ما يتغنى به المسلمون عن حضارتهم في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تعيش العصور الوسطى المظلمة في صراع مع الكنيسة والجهل نعم كنا أعظم الناس علماً وعدلاً وأدباً وعمارة فقد ورثنا حضارة اليونان والرومان والفرس وغيرهم من الحضارات القديمة وأضفنا إليها عدل الإسلام والإيمان بالخالق وفصاحة الأدب وعناد الحضر .. و.. إضافات لا ينساها التاريخ ولكن اليوم ماذا بقي لنا من ذلك الماضي الجميل؟.
بقي له قليل من الإيمان وشيء من الصلاة وبعض من الصيام ومظاهر من الحج وتغنٍ بالماضي وعزف على الاحقاد وتنابز بالألقاب وتناحر بين الطوائف وبقايا أعراف وتقاليد بالية وبقايا آثار لم نحافظ عليها ومنابر متلفزة ومذاعة لتنشر للعالم فضائحنا وتخلفنا الحضاري إننا لا نريد أن نواجه حقيقة مصيرنا وهي:
أننا لا نملك زمام أمورنا على جميع أنواع الحياة فلا صناعة ولا زراعة ولا علم ولا تعليم ولا أدب راق ولا موسيقى متقدمة ولا ولا .. ولا شيء ذا قيمة عالمية على الرغم من أن هناك علماء في العالم مهمون جاءوا من بلادنا وأصلوا لعلم قويم كان مولده على أيدي الماضين من علمائنا ومقدرات إلهية مهداة من خالقنا فنحن لدينا أفضل موقع جغرافي وأكثر عدد عمال وكل انواع المعادن والبترول والغاز والخامات والأرض الزراعية والبحار والمستهلكين لها، ولدينا كل المسوغات التي يمكن لو أحسنا استغلالها لكنا أكثر الناس حضارة في جميع الميادين ولكن للأسف نحن نعيش في الماضي مئات السنين ولا زال بعضنا يتمسح بالقبور ويسألهم أن يساعدوه، ما هذه الأمة التي تعتقد أن الميت يساعد الحي والأعمى يدل الصحيح مهازل نتمسك بها ونتقاتل عليها، فما أتعسنا من أمة وما أغبانا من شعوب تظن أنها ذكية ومتقدمة وهي في حضيض وقاع الحضارة المنتن بالتنافس على المساوئ يسرق قوينا قوت الضعيف ويتسلط ذو السلطان على المحرومين أصبحنا من سقط المتاع في العالم حتى أخذت أراضينا وعاث المفسدون في شعوبنا، قتلنا في أمريكا كما يدعون ثلاثة آلاف فقتلوا منا مليون وثمانمائة ألف عراقي وغيرهم مئات الألوف في افغانستان ولا زالوا مستمرين في كذبة أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب لقد أصبحوا هم الإرهاب بكل معانيه والسبب هو نحن.
يا أمتي يا أهلي يا أخواني يا آبائي يا ظلمة لأنفسكم أفيقوا استحلفكم الله أقيموا العدل بينكم ثم اطلبوه من الآخرين حاربوا الفساد في أنفسكم ثم حاربوه لدى الآخرين اقيمو الدين فيكم ولا تعيشوا متحاربين في كتب التاريخ كونوا متعلمين فلن تقوم لكم قائمة إلا بالعلم والعدل، ولن تكونوا على طريق التقدم والحضارة إلا بإيمانكم بالله وبأنفسكم واتخاذ السلطان المطلوب لتقدمكم إن لم تفعلوا وأسأل الله أن تفعلوا فلن تكونوا إلا أمة متخلفة لا تملك لا أرضها ولا ثرواتها ولا أبنائها وفي المستقبل قد لا تملكون شيئا أبداً، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *