مصطفى محمد كتوعة
بروح المحبة رحب خادم الحرمين بحجاج بيت الله الحرام الذين بدأوا بالتوافد الى المملكة من كل فج لاداء فريضة الحج الركن الخامس من اركان الاسلام امتثالاً لقوله تعالى “واذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات” وقد اوصى – حفظه الله – حجاج بيت الله الحرام بالتفرغ الى العبادة واداء مناسك الحج والبعد عن التصرفات التي تخالف تعاليم الاسلامي امتثالاً لقول المولى عز وجل “الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الالباب” وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه”.
ان الحاج يدرك تمام الادراك ان الحج عبادة روحية وجسدية ومالية، وهو رحلة يتحمل فيها ترك الوطن والاهل وبذل المشاق والمال، انقطاعاً الى الله، وهجرة الى رضاه وعملا على تكفير ذنوبه وفتح صفحة جديدة لحياته يسطرها بالبر والتقوى.
وكل مسلم يحرص على اكمال اركان الاسلام يعلم ان هذه الفريضة لمن استطاع اليها سبيلا، انما هي فرصة عظيمة للتوبة ورجاء في المغفرة والقبول، وهذا يستلزم اخلاص النية لله تعالى والاستقامة والتقوى خلال اداء المناسك بالتزام شروط صحيح الحج، والتحلي بمكارم الاخلاق من رفق ولين وسكينة وخشوع، وتجنب اللغو والشعارات، والحرص على الاستجابة مع خطط وجهود الاجهزة الامنية بكافة قطاعاتها الساهرة على امنه وسلامته وتنظيم الحشود، وكافة الجهات القائمة على خدمته وصحته ونظافة البيئة، وعدم الانشغال في غير ما جاء من اجله وهو الفوز بالحج المبرور والذنب المغفور، وهذا اعظم ما يرجوه المسلم في حياته، ومن اجله يبذل هذا البلد الطيب كل ما في وسعه ويجند الطاقات البشرية ويسخر الامكانات المادية والمشاريع التي لا تتوقف حتى يؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم في امن وراحة وطمأنينة ويعودوا الى بلادهم وديارهم سالمين غانمين باذن الله.
في رحلة الحج يعيش الحاج معاني الحياة بتجردها، فهي تمرين على سهولة فراق الديار والاهل والاحبة وعرض الدنيا، فلا يصعب عليه الفراق، وتدريب على الزهد والرضا في الحياة ، فلا يأخذ منها الا قدر زاد الراكب من صالح الاعمال. وفي رحلة الطهر والايمان يجاهد المرء نفسه ويغالبها وينتصر بترك الفسوق والجدال، فلا معاصي في الحج ولا مشاحنات، ولا مجال لشعارات تحزب وفتن، وهو ما لا تسمح به انظمة الحج.
لذا عليك اخي الحاج بزاد التقوى بالالتزام بما امر الله تعالى به وما نهى عنه، والاقتداء بسيد الخلق وقد كان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن “انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” وما اعظم مكارم الاخلاق في مدرسة الحج ومواسم الطاعات والعبادات.
تجنب اخي الحاج ما يصرفك ويصرف الاخرين ويشتت القلوب والاوقات عن غير العبادات والصالحات والتراحم والتعاون على البر والتقوى، وانصرف اخي الحاج الى العبادات، من صلاة وذكر وتلاوة القرآن وتهليل وتكبير ودعاء وابتهال فيصفو القلب وينشرح الصدر وتجلى الهموم وتغسل الادران وتقبل التوبة ويستجاب الدعاء.
اللهم يسر لحجاج بيتك الحرام حجهم، واجز اللهم بلد الحرمين الشريفين مملكة الخير وقيادة شعبنا كل الخير، امنا ورخاء وسدادا يارب العالمين.
للتواصل: 6930973

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *