الحب قبل الزواج
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]وائل القاسم[/COLOR][/ALIGN]
لا يشاهد الزوج السعودي زوجته إلا في غرفة النوم ليلة الدخلة، باستثناء نظرة الخطوبة السريعة، والتي مازال بعض أولياء أمور النساء يتهرب منها، أو يسمح بها بطريقة تعسفية غليظة وبشكل مختل ناقص، أو يرفضها نهائياً كما حصل لبعض من أعرفهم جيداً عند تقدمهم بالخطبة للأسف الشديد، وحتى هذه النظرة الوحيدة لا تستمر –غالباً- إلا دقائق معدودة وفي جو عسكري مكهرب، وبمتابعة دقيقة من الحرس المرافق لزوجة المستقبل.
يتحدث الكثيرون عن أسباب انتشار الطلاق في مجتمعنا، والذي بلغ أرقاماً مخيفة تجاوزت المعدلات المعقولة أو المقبولة في المجتمعات السوية، ويغفل هؤلاء أو يتجاهلون -عمداً- قضية ضرورة التعارف الكامل بين الزوجين بشكل جيد وعميق قبل الزواج بفترة كافية، والتي هي الأساس الأول لنجاح الزواج واستقراره واستمراره في وجهة نظري، وكما يقول المثل الشعبي (العود على أول ركزة) فماذا ننتظر من أسرة يركز عودها بطريقة مائلة خاطئة مخالفة للفطرة السوية عند بداية تأسيسها؟.
أنا لا أطالب بالسماح بالعلاقات التي يصفها البعض بالمحرمة بين الجنسين قبل الزواج، فللعرف الاجتماعي المقيد بثوابت الدين الحنيف تقديره واحترامه، بغض النظر عن القناعة أو المعارضة لبعض ما فيه، بل وأعلم أنه يجب التأكيد على كل امرأة بضرورة التأكد من جدية المتقدم للارتباط بها، قبل الانخراط معه في التعارف القوي الجاد الذي لا بد منه.
ولكن إمساك العصا من المنتصف أيضاً ضرورة حتمية ومطلب ملح في ظل هذا الفشل الذريع لما يقارب نصف حالات الزواج في المملكة، وحتى النصف الآخر –الذي لا ينتهي بالطلاق- فإنه لا يخلو في كثير من أحيانه من المشاكل الضخمة والعقبات الكؤودة التي تعكر صفوه وتتسبب في مشاكل نفسية كبيرة لطرفيه، واسألوا إن شئتم الأطباء النفسيين عن عدد الأزواج الذين يقصدون عياداتهم للعلاج من الأمراض النفسية المتعلقة بنصفهم الآخر ذكوراً وإناثاً، وفي جميع مناطق المملكة دون استثناء.
إن النواة الأولى لتكوين الأسرة المستقرة هي وجود الحب والمودة والتآلف والتفاهم والقبول والارتياح النفسي بين الزوجين وهو ما أكده القرآن بقوله (وجعل بينكم مودة ورحمة).
فكيف يتحقق ذلك في علاقة لا تبدأ إلا في غرفة النوم ليلة الدخلة؟!
التصنيف: