الحب أفعال وليس أقوالاً
[COLOR=blue]على حسن السعدني[/COLOR]
ذكرت كلمة الحب والمحبة فى كل الكتب السماوية وكل قواميس الأرض. كلمة حب حرفين تبدأ لفظها بالضمة وكل الناس تفهم الحب بطريقته وآـخرون لهم تفسيراتهم وقوانينهم الخاصة لهذا المفهوم الكبير الذى قال فيه الشعراء الكثير والكثير.
ما هو الحب ؟
هو أسمى شعور إنساني أساس أية علاقة بشرية ، والحب الحقيقي هو الذي لا تبدد فيه شخصية أي طرف، فهو شعلة تضيئ القلوب ولا يطفئها حرمــان ولا يقتلها فراق ولا تقضى عليه اي محاولة هروب، والحب كتلة روحية خالدة يحييها الأوفياء ، الحب كان ولا يزال فلسفة دائمة وقصيدة لابد من معانقة أبياتها.
ما هى فوائد الحب ؟.
للحب فوائد كثيرة من جملتها رقة الطبع وترويج النفس وخفقها فالعشق داء أفئدة الكرام لا يصلح إلا لذي مروءة طاهرة ولذي إحساس صادق وكامل ، والعشق حنان يضيئ ذهن الغبي ويدخي كف البخيل ويزيل الأثقال ويلطف الروح و يصفي كدر القلوب ويحمل على مكارم الأخلاق ، كما قال أحد الحكماء:\” إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى، فمالك في طيب الحياة نصيب \”.
ما هى صفات الحب؟.
الحب اتصف بالعفة والصيانة إذا عف تشرف، إذا عشق تظرف وقد قيل لأحد العشاق: ما كنت تصنع بما تهوى فقال: كنت أمتع طرفي بوجهه وأروح قلبي بذكره وأستر منه ما لا أحب كشفه لا أسير بقبح الفعل إلى من ينقض عهده.
وقال أحدهم: \” العشق للأرواح بمنزلة الغذاء للأبدان، إن تركته ضرك وإن أكثرت منه قتلك \”.
أنواع المحبيـــــن:
فمنهم من يحب الجمال المطلق ، ومنهم من يحب الجمال المقيد سواءا طمع بوصاله أو لم يطمع، ومنهم من يعشق إلا من طمع لوصاله.
فعاشق الجمال المطلق يهيم في كل واد وله في كل صورة جميلة مراد ومحب وهذا النوع من العشاق عشقه يكون أوسع ولكن غير ثابت يعني كثير التنقل يعني يهيم بهذه ثم يعشق أخرى.
أما عاشق الجمال المقيد فهو أثبت على معشوقه وأدوم محبة له ومحبته أقوى من محبة الأول ولكن أحيانا ما يضعفه هو عدم الطمع في الوصال.أما الذي لا يعشق إلا من طمع لوصاله فهو أعقل العشاق وأعرفهم، وحبه أقوى لأن الطمع يمده و يقويه .
مراتـــــــــــب الحب:
أول مراتب الحب هو العلاقة وسميت علاقة لتعلق المحب بمحبوبة.
ثم يأتيها الصبــــابة وسميت بذلك لإنصباب القلب إلى المحبوب.
ثم الغــــرام وهو لزوم الحب للقلب لزوما لا ينفك عنه ومنه سمي الغريم غريما لملازمته لصاحبه .
ثم الشـــــوق وهو سفر القلب إلى المحبوب.
ثم يأتي التيتم وهو آخر مراتب الحب أي التذلل والخضوع لآخر أي للمحبوب .
أثـــــــــــار المحبة:للمحبة أثار وتوابع و لوازم سواء كانت محمودة أو مذمومة ، نافعة أو ضارة، من الوجه والذوق و الحلاوة والشوق والأنس والإتصال بالمحبوب القرب منه والإنفصال عنه والبعد منه والصد والهجران الفرح والسرور و البكاء والحزن وغير ذلك من أحكام الحب .
والمحبة المحمودة هي المحبة النافعة التي تجلب لصاحبها ما ينفعه في دنياه وآخرته وأحيانا تكون عنوان الشقاوة و المعلوم أن المحب لا يختار المحبة بما يضره أو يشقيه وإنما يصدر ذلك عن جهله وعلمه يعني بلا شعور فأحيانا إن النفس قد تهوى ما يضرها ولا ينفعها فتحبه وتهواه وهي غير عالمة.
مقــــــــــامات المحبة:
للمحبة مقامات : مقام الإبتداء والتوسط، والإنتهاء.
فالمقام الإبتدائي فالواجب عليه مدافعته بكل ما يقدر عليه إذا كان الوصول إلى معشوقه متعذرا قدرا وشرعا فإن عجز عن ذلك وأبى قلبه إلى السفر إلى محبوبه فهذا هو مقام التوسط ، أما مقام الإنتهاء فعليه كتمان ذلك ولا يفشيه إلى الخلق ولا يشمت بمحبوبه ولا يهتكه بين الناس فيجمع بين الظلم والشرك،وإن الظلم من هذا هو أعظم الظلم لأنه يكون أعظم ضرراً على المعشوق وأهله لأنه يعرض المعشوق بهتكه في عشقه إلى وقوع الناس فيه وإنقسامهم بين مصدق و مكذب .
وفي الأخير أحيانا يكون الحب وجعاً وأحيانا يكون سعادة والرفعة والقمة .
عجلة الحياة لا تتوقف عند كلمة كره أو موقف هنا وهناك فديننا الحنيف دين محبة وكل ديانات الأرض هى ديانات محبة ومودة ورحمة ورفق بالآخرين.
التصنيف: