[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

تطالعنا جميع وسائل الإعلام بأخبار الشأن السوري وهي تسمي الجيش الأسدي بالنظامي ومن يحاربون ضده بالجيش الحر، وهنا أتساءل: كم مرة أعلن أن حكومة الأسد فقدت شرعيتها؟ فكيف يفقد شرعيته ويسميه الجميع بالجيش النظامي؟ فإذا كان هو صاحب النظام فلابد أن يقف معه الجميع حتى لا تتحول الدول إلى غابات كل مجموعة تجهز مليشيا تحارب النظام.
في الجانب الآخر نجد تسمية من لا أعرف لهم تسمية لأنهم أصبحوا خليطاً من الثوار الأحرار والباحثين عن السلطة مع إرهابيين تمرسوا على محاربة الأنظمة التي لا تؤمن بأيدولوجياتهم، كل الجهات العارفة بحقائق الأمور بداءة بالتخوف من نتائج الوضع في سوريا لأنهم على يقين أن هنالك زعماء فيما يسمى الجيش الحر هم ليسوا بسوريين واغلبهم مطاردون من أنظمة مختلفة ويجدون في مثل ظروف سوريا ملجأ يختبئون فيه ويجدون التعاطف من كل من يتعاطف مع الشعب السوري المظلوم.
لابد وأن ينتهي هذا الوضع في سوريا وقد يذهب اسم الأسد ويبقى نظامه المفضل لكثير من أصحاب اليد الطولى دولياً وإن كانوا يتحدثون عن عكس هذا، وقد يزول النظام بكامله وكالعادة في مثل هذه الظروف تتجه سوريا إلى حرب أهلية، طائفية أو سمها ما شئت ولنا في ضبابية الوضع الليبي، التونسي وكذلك المصري ذي اللون الرمادي لعبرة لولي الألباب، في كل الأحول سوف تتحول هذه المليشيات إلى دول الجوار إذا ما استقر الحال تحت أعذار ومسميات مختلفة وفي النهاية تكون النتيجة زعزعة أمنية للدول العربية فقط لأننا لا نعرف كعرب غير محاربة بعضنا وهذا تخصص نجيده ببراعة.
وكما هو حال العالم الحالي تلعب المكنة الإعلامية دوراً قد يفوق في بعض المواقف شراسة المكنة العسكرية، ولهذا نجد مسمى النظامي والحر في حين أن من يطلق هذا المسمى هم أنفسهم من يعرفون النظام السوري بالفاشي وبعض الحر بالإرهابي من خلال التحاليل والتقارير ويبقى المواطن العربي في حيرته الطويلة منذ الاجتياح الإسرائيلي لفلسطين وحتى الآن.
لا أطلب المثالية ولا أتوقعها في هذا الزمن من أي جهة عربية أو أجنبية مهما حاولت الظهور بمظهر المحايد أو النزيه، ولكن أتمنى أن نجد بعض الواقعية لكي يكون الرأي العام جاهزاً للقادم في مقتبل الأيام فأفغانستان وما حدث فيها وبعدها من الأفغان العرب ليس ببعيد وما يحدث في العراق أصبح ليس بغريب بعد أحداث سجن أبو غريب.
كل عام والعرب أكثر تشرذماً وشراسة وليس بخير للأسف ويبقى الدعاء للأبرياء السوريين هو سلاح الطيبين فقط.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *