[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]احمد باديب[/COLOR][/ALIGN]

في الكثير من البلدان في هذا العالم لا يرى الناس اصحاب التضحية الحقيقيين ولكنهم يرون الواجهة السياسية او ما تسمى القيادة ويعزي لها الفضل كل الفضل فيما تحقق من امن او استقرار او انتصار او قرارات سياسية او اقتصادية مبنية على اساس من معلومات حقيقية من ارض الواقع ففي اغلب الدول هناك اجهزة سرية مثل المخابرات العسكرية والاستخبارات العامة والمباحث العامة ومكافحة المخدرات فهذه اجهزة تعمل في الخفاء والعاملين فيها بالذات في الميدان هم اشخاص مستترون ولا يعرفهم احد وهم مع ذلك يقومون بأعمال مهمة.
فالمخابرات العسكرية تعمل على جمع المعلومات عن تسليح الاعداء والسلاح السري لدى الدول المتقدمة وعلى امن القوات المسلحة ذاتها وتعمل على حدود البلاد لمعرفة التحركات العسكرية للدول المجاورة على حدودها.
أما المخابرات العامة فهي تعمل على تأمين المعلومات الاستراتيجية من الخارج وملاحقة الحركات المعادية للوطن في الخارج ومكافحة التجسس في الداخل وتحضر المعلومات التي يستند اليها صاحب القرار بالنسبة للعلاقات مع الخارج وتتمثل في ضباط يعملون من خلال السفارات او افراد يعملون تحت اغطية سرية مختلفة.
والمباحث العامة وجل عملها في الداخل ولها مهامها الهامة جداً وكذا مكافحة المخدرات.
هذه الاجهزة التي تمثل صمامات امان لاي بلد تمثل مراكز خطر لاعداء البلاد لذا فهي معرضة للخطر فكثيرا يقتل افرادها في المواقع او يختطفون او يغتالون.. الخ وذلك للتخلص منهم او يحاولون تجنيدهم ضد بلداتهم بإغرائهم بالمال وغير ذلك من الوسائل.
إن هؤلاء الذين يعملون في تلك الاجهزة هم جند مجهولون يقومون بأعمال عظيمة لاوطانهم وهم اكثر تضحية من غيرهم لانهم لا يأخذون مقابل عملهم اي شهرة او اي ثناء الا ممن حولهم وفي اضيق دائرة وعندما يموتون فداءاً للوطن ايضا لا يذكر عنهم شيء حماية لعائلاتهم وللعمل السري الذي كانوا يقومون به.
لذا فإن هؤلاء يأتون يؤدون اعمالهم مجهولين ويموتون او يذهبون الى ربهم ايضا مجهولين فهل سيتطيع المجتمع ان يقدر ما يقدموه من جهد وتضحية؟؟ ذلك فاليوم قد مات زميلي واخي ورفيق الدرب.
لقد مات الاستاذ بكر صديق دمهوري احد هؤلاء الجنود المجهولين. رحم الله بكر دمنهوري واسكنه فسيح جناته وجازاه عن بلاده خير الجزاء ورحم الله كل جندي مجهول قدم لبلادنا التضحية والوفاء والاخلاص.
وختاماً نقول
\”إنا لله وإنا إليه راجعون\”

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *