(الجنادريه) .. عين ثاقبة وعين مثقوبة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]لبنى الجميعة[/COLOR][/ALIGN]
لاشك أن لماضي الأجداد عبقا مميزا وبالأخص حين يمتد ليعانق مانعيشه من حضارة في يومنا هذا , وإطلالة مهرجان الجنادرية السنوية ما هي إلا توثيق لقـيمة الأجداد و إبراز لمآثرهم وفضلهم فيما وصل إليه الأبناء والأحفاد اليوم.وأسوة بالأعوام الماضية جاء مهرجان هذا العام مميزا في فعالياته وتعدد أجنحته و تنوع الجهات المشاركة وأنشطتها , وكان من أبرز وأهم المشاركين بجدارة وذلك من خلال ما حققوه من نجاح وإثبات للتواجد في العام المنصرم والذي شهد مشاركتهم الأولى وهم (الباعة المتجولون من الأطفال) والذين وسعوا انتشارهم في أجنحة المهرجان بعددهم المضاعف عن العام الفائت وبجهودهم المبذولة في حمل بضائع أثقل من أوزانهم بكثير متجولين بها بين زوار المعرض ,متعثرين بين حمل بضائعهم وحمل أنفسهم و مشتتين بين شتيمة هذا الزائر وصياحه ومناداة من الآخر لعرض ما لديهم.
أطفال بالكاد تجاوزت أعمارهم العاشرة , دفع بهم ذووهم لتحصيل لقمة عيشهم , يتجولون في وسط الجنادرية وبين أجنحتها رامين خلف ظهورهم التراث والثقافة وغارقين في تعب المساومة على بضائع يذهب ريعها لجيوب قاسية جعلت من أطفالها شريكا في شقائها اليومي بدل أن تشاركهم حقهم الطبيعي في عيش طفولة يقضونها بين الاستمتاع والتعلم .
هؤلاء الأطفال حُرموا من حقهم في الاستمتاع بطفولتهم , وسلبوا فرصتهم في التعرف على ماضي أجدادهم و تراث بلادهم من خلال هذا المهرجان الذي لم يبذل منظموه أدنى جهد في الوقوف على عثرة هؤلاء الصغار وتجنيبهم الكثير من المشاكل الناتجة عن تجولهم وحيدين بين الزوار في أرجاء المهرجان , وسكوتها عن ذلك إنما هو انتهاك لحقوق الطفولة بينما أحد أهداف هذا المهرجان هو الاهتمام بتثقيف وتعريف الجيل الجديد وذلك لحماية فكره وطفولته والذي يعتبر هؤلاء الأطفال جزءاً منه.
التصنيف: