[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]لواء .م/صالح محمد العجمي[/COLOR][/ALIGN]

تغير المألوف الاسلامي القديم في تتبع الجنائز وتقديم عادات وتقاليد العزاء لذويهم الى غير المستحب والعياذ بالله. فقد عُرِف في الماضي أن المسلم عندما يرى جنازة تُحمل يتابعها الى المقبرة ويترك ما لديه طمعاً في الأجر والمثوبة. ثم يشارك في الدفن والتعزية بصرف النظر عمن هو الميت ومن يكون، وقد تكثر الِأعداد أو تقل بحسب كثافة الناس وتواجدهم. وقد لا يكتفى بالعزاء الذي يقدم في المقبرة فيبحث بالتالي عن سكن الميت وذويه ويذهب إليهم مهما كلفه ذلك المشوار من متاعب . . الخ.
أما زمننا هذا فأصبح أكثر الناس لا يهتمون بالسير خلف الجنازة ولا بتقديم العزاء إلا إذا كان الميت مرموقاً ومن ذوي المكانة الاجتماعية المعروفة. أو إذا كان وريثه أو ورثته من الأغنياء وأصحاب المناصب وللأسف. عندئذٍ تكتظ المقبرة ثم تقفل الشوارع حول مكان العزاء. ويتسابق المعزون في التوافد الى تقديم العزاء لأهل الميت في خشوع وشبه تقدير أو محبة والعلم عند الله. المهم إثبات الوجود لمنافع الدنيا المستقبلية أكثر من التفكير في الأجر الكريم واتباع السنة النبوية المطهرة. الى جانب ذلك تتوالى صحف الجرائد في المدح والتأبين والرثاء في وصف وتعداد مناقب ذلك الميت، مما يخلق هالة إعلامية حول ذلك الميت صدقوا أم كذبوا سامحهم الله.
وعلى النقيض من ذلك نجد قلة قليلة في المقبرة وفي مكان العزاء عندما يموت فلان من الناس وليس وراءه أحد من ذوي المراكز الحساسة مادياً أو معنوياً على سبيل المثال فكل من حوله في العزاء هم ذووه وأقاربه وجيرانه ليس إلا. عموماً أسوق هذه الامثلة والشواهد عليها كثيرة. ولمن يجهلها أو ينكرها التأكد من ذلك فالموت قدر معلوم. ونحن نشاهد الموتى في كل لحظة والموت على كل انسان وكل مسلم يؤمن بذلك ويتوقعه في كل لحظة. إلا أن لكل أجله المعلوم والعلم عند الله سبحانه وتعالى. ومن هذا المنطلق فهل من عودة صادقة الى الله العلي القدير والتأسي بشرعه العظيم في كتابه وسنة رسوله المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وذلك بالكف عما ذهبت إليه من بدع التمييز الحديثة بين ميت وآخر. ثم بعدم نسيان ما كان عليه سلفنا الصالح من معطيات كانوا بها قدوة للإسلام والمسلمين. والتي من المفروض أن نكون كذلك الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
أما القبر فهو واحد ومساحته واحدة، ولا فرق فيه بين صغير أو كبير إلا بالعمل الصالح. أي بمعنى أن الاستقبال فيه غير متفاوت فالكل يدلفه بعد الممات. والعبرة بما يكون في الآخرة. جعلنا الله واياكم ممن يحسن القول والعمل وتغمد الله موتانا وموتى جميع المسلمين بالرحمة والغفران. تحياتي.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *