الجامعات السعودية وتكريس المناطقية

• عمر آل عبد الله

تفاجأ كثير من الطلاب في عدة مناطق بعدم استطاعتهم التسجيل في جامعات خارج النطاق الاداري للمدارس التي تخرجوا منها مما حرمهم من تحقيق أحلامهم التي سهروا من أجلها ليالي طوالاً وعاشوها حلما كاد أن يتحقق .إن هذه السياسة التي اتبعتها بعض الجامعات قد كرست مفهوم المناطقية الذي هو شكل من أشكال العنصرية والتي لا تقبل تحت أي مبرر مهما بدا براقا .
من الذرائع التي تحججت بها بعض الجامعات إتاحة المقاعد لأبناء المنطقة نفسها والمساهمة في الحد من الهجرة من القرى والمحافظات الطرفية إلى المدن الرئيسة متناسين أن الوطن للجميع وأن التوطين وإيقاف الهجرة يكون من خلال توطين التوظيف عبر افتتاح أكبر قدر ممكن من الخدمات الحكومية في تلك المناطق البعيدة وليس عبر حرمان طالب لم تقبله جامعة الدمام مثلا في تخصص الطب من أن يحاول تحقيق حلمه في جامعة الملك خالد أو في جامعة تبوك.
هذا التوجه الذي لا أعلم هل هو مبني على قرار أم انه اجتهاد غير موفق من بعض الجامعات لم يأخذ في الحسبان التباين الكبير في الفرص الدراسية المتاحة للطلاب بين منطقة واخرى . ففي الرياض مثلا هناك أكثر من خمس جامعات بين حكومية أهلية مما يعني وفرة الخيارات في حين ان منطقة عسير بكافة محافظاتها لا يوجد فيها إلا جامعة الملك خالد ولا وجود للجامعات الاهلية مما يعني حتما حرمان الكثير من الالتحاق بالتخصصات التي يرغبونها .
ومنذ فترة , نشرت بعض الصحف معاناة طلاب وطالبات محافظة حفر الباطن من عدم قبولهم في كثير من الجامعات بحجة اعطاء الاولية للطلاب الاقرب لتلك الجامعات .
مرة أخرى , إن كان هذا التوجه مبنيا على قرار فإنه يحتاج الى اعادة نظر حتى يتحقق مبدأ العدالة للجميع .
Omarweb1@

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *