الثورة التي أخذت ايران الى عالم آخر
= 3 =
فاستطاعت ايران الثورة خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة عند نشوئها ان تكسب عداء العالم وان تخلق لها في كل موقع عدواً.. وتحول ذلك البريق الذي كنت تلمحه على كل ما هو ايراني قبل الثورة الى شيء من الاصفرار.. فغدا ذلك الحاج الايراني الذي كان يأتي الى مكة المكرمة والمدينة المنورة حاملاً هداياه من (الفستق) و(الزعفران) وحتى السجاد (الكاشاني) تحول الى بائع لـ(سبحة) أو لـ(فص) فيروز أو عقيق.. ليساعده على مواجهة الكفاف في حياته.
لقد استطاع النظام أن يفتت نفسه بعد ان نجح في خلق جبهة خارجية قوية تعارضه وتقاومه باستمرار.
والذي يراه المراقب الآن ان تشعب التدخلات الايرانية في شؤون بعض الدول مستخدمة كثير من القوى الناعمة ما هو الا هروباً من بعض مشاكل الداخل الذي بدأت تظهر في كثير من نواحي الحياة .. وهي تأخذ بهذا المبدأ في خلق مواجهات او حتى قلاقل في الخارج تجعل المواطن الايراني يؤجل مطالباته الخاصة له تحت مقولة هناك خطر خارجي فعلي ان أؤجل مطالبي الداخلية .. لكن الى متى سوف يظل هذا المواطن الذي ضاقت عليه ظروفه في الانتظار لهذا على ايران كما يقول ذلك المراقب وحتى بعض الايرانيين العقلاء البعد من ادخالنا في معاكسات مع الآخرين وبالذات مع الجيران وان نكون صادقين فيما نقول وما نفعل .. لان القول اذا لم يصادقه عمل فهو مخادعة .. وصيد في الماء العكر .. الذي يجب ان تفهمه ايران الجارة .. التي تحتم عليها اصول الجوار الصفا في التعامل والصدق في المضمون .. وتلك هي مسؤولية ايران الحقيقية.
التصنيف: