[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

الفرق بين الثورة والتطوير كبير في كتابتها بالعربية ومتقاربة جداً في كتابتها بالإنجليزية (Revolution Or Evolution) ولكنه شاسع في التطبيق والنتائج، قد يكون الهدف من الثورة هو تحقيق التطوير ولكن غالباً ما تكون الوسيلة في الثورة دموية والنتائج تدميرية كما شاهدنا في ما يسمى بالربيع العربي الذي يصح أن يكون صيفاً شديد الحرارة والعواصف الترابية، في المقابل تجد التطوير يحمل مسمى الهدف ولكن وسائله بالتأكيد ليست دموية والعيب فيه أن نتائجه قد لا تتحقق بسبب طريقة أو بطء التنفيذ.
مشكلة الثورة أنها تسمح لأطراف متعددة بتبني التنفيذ مما يعطي الفرصة بتسلل بعض الأعداء أو أصحاب المصالح الشخصية أو الأجنبية بأخذ البلاد والعباد لمصير لا تحمد عقباه قد يجعل حالهم قبل الثورة يصبح مطلباً لما آلت إليه الأمور بعد الثورة من انحدار في مختلف المجالات وما نشاهده في الدول العربية التي اختارت الثورة كبديل للنظام الدكتاتوري المرفوض خير دليل مادي لعدم ضمان النتائج المرجوة إن لم تكن تأكيد لنتائج غير مرغوب فيها.
طبعاً سوف يكون البديل هو التطوير بشرط ألا يترك لمن هو غير جدير، لأن التطوير الذي يستنزف الوقت، الجهد والمال ولا يأتي بما تصبو إليه الشعوب قد يجعل الذهاب للثورة بديلاً افتراضياً لمن تأكد أنه لن يصل للهدف بواسطة التطوير الذي قد لا تجد ميزة فيه سوى الاسم ويبقى معه جسم الوطن عليلا لأن التطوير من خلال التحقير لا يجلب التغير المحمود بقدر ما يحدث التنفير.
مما لا شك فيه أن العقلاء والمخلصين لا يمكن أن يقدموا الثورة على التطوير بكل عيوبه أحيانا والتي قد تكون مبررة ولكن لابد وأن يعرف الجميع أن زعزعة الاستقرار لا تجلب حسن القرار وقد تفتح الباب للأشرار الذين يظهرون بثوب الأخيار لكي يوهموا الصغار ومعهم شريحة من الكبار على أن الثورة هي الاختيار حتى يستغلوها لتحقيق بعض ما يحقق لهم بحثهم عن السلطة أو تنفيذا لأجندة من هم لهم عملاء ويجتهدون لإقناعك بأنهم من العقلاء.
لابد أن يتكاتف الجميع للعمل على التطوير الذي أحد أهم ركائزه يكون فتح الباب للنقد البناء وقبوله من خلال الاعتراف بالأخطاء والبعد عن الغرور وتزكية الذات أو معاقبة المحب المنتقد بإخلاص لصالح الحاقد الذي قد يكون من البطانة التي تسوف الإصلاح وتوهم صاحب القرار بسلامة الاستقرار وهم في الحقيقة أكثر من يكونون مستعدين للفرار لأنهم ومن على شاكلتهم يستحقون لقب الفجار والرجم بالحجار نساءً كانوا أو رجالاً.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *