الثورة أخذت إيران الى عالم آخر
= 1 =
كان ذلك قبل سنوات طويلة مضت كنت وإياه نجلس في شرفة ذلك الفندق الكبير الذي يطل على النيل في قاهرة المعز.
كانت القاهرة أيامها تعيش في وهج انتصارات اكتوبر المجيدة.. كان أمامنا على الطاولة الصغيرة التي تفصل بين مقعدينا في تلك الشرفة بعض الصحف العربية يتلاعب بأطرافها هواء رطب.. بينما بدأت الشمس تلملم خيوطها من على رؤوس العمارات الشاهقة لتختفي من جديد.. ليخيم على القاهرة ليلها الساحر.
كانت صفحة مياه النيل تتحرك مع كل مركب يقطعه من طرف إلى طرف آخر.
وفجأة قطع صديقي استغراقنا في الصمت عندما قال لي وهو يرتشف من كوب عصير الليمون بعد أن أمسك باحدى الصحف التي كان عنوانها أو بلغة الصحافة (مانشيتها) يتعرض للمرحلة الجديدة التي سوف تدخلها المنطقة بعد كل هذا الصراع الذي يتقاذفها.
عندما قال لي:
– ما هو تصورك للمنطقة؟
– واذكر اني قلت له بعد ان تركنا الشرفة لنتابع ما يدور على الشاشة أمامنا.
* قلت له تعرف ياسيدي في كل بلد يتعرض لاهتزاز في حكمه تدخل إليه الفوضى من أوسع أبوابها وتخرج رؤوس لا يعرف عنها شيئاً والذي أتصوره أن إيران هي الآن كذلك كانت الثورة في بداياتها فمن المفهوم أن الثورات هي ضد الاستقرار والشواهد أمامنا كثيرة جداً.. توقف حوارنا هنا لنتابع غداً.
التصنيف: