الثقة لا تحمى المغفلين

نيفين عباس

لا يزال يوجد بيننا أشخاصٌ يضعون كامل ثقتهم فى الأخرين، وكأنهم يريدون أن يثبتوا لمن لا تعنى لهم الثقة أن هناك أملٌ ولو بسيط فى الحياة

لكنَ المفاجأة دائماً ما تأتى حين يلعب الغادرين على المغدورين من الخلف إلى الأمام، فتتحول تصرفاتهم كما الشياطين، كثيرٌ من النظريات والآراء لم تعد الأن مهمة، خاصة وأن عمق المأساة كما أذكر دائماً ما يكون فى الثقة

حين نتعرض لصدمة ما نقف أمام أنفسنا عاجزين عن إستيعاب الأمر وكأن شيئاً ما بداخلنا لا يزال يرفض وجود فكرة الشر بين البشر، وتظل أمام مرآتك تتساءل ما الذى حدث؟ ما وراء ذلك؟ لكنك لم تجد شخصاً واحد فى العالم يمكن أن يبرر لك خيانة الأخرين لنا بشكلٍ مقبول

الثقة الزائدة بالأخرين لا تحمينا من الخذلان، خاصة وأن من يبادر بالطعنة دائماً ما يخفى بين طيات خيانته شيئاً بعينه لم نسمعه من قبل، نرسم فى البداية صورة وردية وكأننا أمام فارس أطلق وعودٍ بنية البقاء بجانبنا حتى الموت ليبدأ فى تشكيل قصتنا التى رسمنا تفاصيلها على الرمال وكأنها قصة أشبه بقصة مسمار جحا لولاً أنه لا يوجد أصلاً مسمار!

أصبح فارس القصة أوسع الملاك لمشاعرنا، بعد أن إمتلك بين ليلة وضحاها سلاح التحكم فى أفعالنا وتصرفاتنا، وقتها التحدى الذى سيواجه المغدور بهم هو حقيقة إدراك وتقبل الخيانة، والتحدى الذى سيواجه غير المغدورين بهم هو حقيقة أنهم لا يعرفون من هم الخائنون من المخلصون، خاصة وأن المغريات وجمال البدايات يوقعنا سريعاً فى الفخ

يقول الأديب العالمى أوسكار وايلد “إن لى قدرةٌ على مقاومة كل شيئ إلا على مقاومة الإغراء” فنحاول لأوقات طويلة تحديد العلاقة مع الأخرين من ناحية ومقاومة مشاعرنا تجاههم من ناحية أخرى

بالنهاية، للجميع أياً كانت ردة فعله على فقدان الثقة، حرية تحديد علاقاته مع الغير، لكننى قبل كل شيئ أرجوا أن أضيف لهم تساؤلاً.. أعطينى مثالاً واحداً عن شخصٍ ما يقوم فى حياته اليومية بتقديم أى شيئ لك لا دخل له بالأنانية وحب الذات.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *