[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فهد بن محمد فاتك[/COLOR][/ALIGN]

الثقافة هي شذوذ على الدين، الفلسفة خروج من المألوف إلى غير المألوف، والنظرة العربية لها تبدأ من مسلسل الشتم وتنتهي بحد السيف !
فالمقفع وما أخرجه للعرب من ثقافة قصصية تمثلت في كليلة ودمنة وثقافة إصلاحية ممثلة في \”رسالة الصحابة\” لم يطل به الأمد حيث قتل وهو لم يتجاوز سن الأربعين،
وهكذا كان العصر العباسي مرحلة مغادرة عقول من الحياة الدنيا للآخرة حتى قال أحد المفكرين \”كل من وزراء السفاح والمنصور والمهدي والرشيد والمأمون انتهت حياتهم قتلا\” !
هذه القصة العربية لازالت تتكرر في أكثر من مشهد تحاول فيه تهجير العقول حتى في أثناء حياتهم وإغلاق باب الفكر والنقد أمامهم لأنهم \”زنادقة\” أو تغريبيون هدفهم التأثير على الدين أو عادات المجتمع.
وكل فكرة غريبة نجد لها صفاً عريضاً من المهاجمين بيد لو أنهم ملكوا السيف لقالوا مثل ما قال إبراهيم الإمام في خطابه لأبي مسلم الخراساني \”إن استطعت ألا تدع بخراسان أحداً يتكلم العربية إلا قتلته فافعل ..\” وكان مقصده من ذلك المفكرين والمثقفين.
أما المثال الحاضر فهو نشأة الحداثة التي وسمت بالفتاوى التكفيرية ورياح العبث بالرقاب الفكرية جعلت من القصيدة والقصة والفكرة أمراً غير مقبول وهكذا امتلأ المهجر بعقول وكتب نعرفها نحن بأنه \”الممنوع هنا\” ، وأذكر قصة أن مروان بن محمد قال لعبد الحميد الكاتب : \”انج بنفسك يا عبدالحميد فإنهم إن قتلوني خسرني أهلي وإن قتلوك خسرك العرب جميعاً\” !
الشيخوخة الإعلامية
منذ زمن طويل صارت متابعتنا للإعلام والصحافة المحلية روتيناً معيناً وبتنا من خلال هذا الروتين لا نتوقع حدثاً جديداً، فالصدفة لا يمكن أن تحدث في إعلامنا.مهما حمل من البهرجة الا انه بكل المقاييس أصبح عجوزاً على نطاق كتابه الذين خلت افكارهم وباتوا يستهلكون أفكاراً لا تحمل روحاً جديداً أو على نطاق الناشر الذي خلق لنخبة من فكر لم يعد متجدداً ولا يواكب الزمن الذي يحاول العيش فيه.
صار الكاتب في صحافتنا لا يقدم شيئاً جديداً أكثر من اسمه ومعطياته لا تتناسب مع معطيات العصر الذي يعيشه الآن وما يدل على ذلك أن بعض الكتاب اعتمدوا على أفكار الآخرين وأيضاً إلى الأفكار الجاهزة عوضاً عن أولئك الذين تطرق بهم الأمر لاقتباس كتب بأكملها.
أما الصحف فهي دائماً آسفة ومخترقة من بعض الأسماء التي اعتدنا عليها وهم قد أفلسوا من المعطيات الجديدة وقدموا لنا أشياء لا تليق بمكانتهم الثقافية التي نعرفهم بها، وفي ذات الوقت لا يزالون متمسكين بأماكنهم لا لتقديم جديد وإنما هو روتين المناصب في مجتمعنا ولم يدركوا أن الثقافة ليست منصباً وإنما امتياز إنساني لا ينتهي أو يفلس من مقوماته.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *