الثقافة الصحية تهمنا جميعا وتعنينا صغارا وكبارا ، حيث أن ممارساتنا اليومية تأتي في الغالب على حساب صحتنا وندفع الثمن غاليا بالتعرض لكثير من الأمراض التي كان بالإمكان تجنبها – بإذن الله – لو راعينا بعض الأمور المطلوبة في النظام الغذائي والمسار الحياتي ..

ولكن تمضي الأيام ولم يتغير شيء في عاداتنا الخاطئة . فالوجبات الغذائية على نمطية واحدة .. تحتوي على الكثير من الدهون والسكريات والنشويات . مع أن الحركة قليلة والرياضة تكاد تكون معدومة .

الاستدلال بمرض السكري وإحصائياته شاهد حي على الواقع ، علما بأن هناك أمراضا أخرى تتزايد نسبها بسبب إهمال الدور الوقائي ، لانعدام الثقافة الصحية التي يفترض أن تكون ثقافة موجهة في الأساس من خلال المناهج الدراسية , لتعويد الأجيال لتطبيق الحكمة القائلة بأن الوقاية خير من العلاج . وتأصيل هذا المنطلق كقاعدة في حياتنا ، لأن الثقافة الصحية تسعى إلى ترجمة الحقائق الصحية المعروفة إلى أنماط سلوكية صحية سليمة على مستوى الفرد والمجتمع .

واقعنا المعاش يثبت أننا لا نعير الجانب الوقائي كثيرا من الاهتمام , حيث تفتك بنا الأمراض و تتوغل في أجسامنا وتنخر عظامنا .. لنبدأ – متأخرين – مشوارنا الطويل في رحلة البحث عن العلاج لتلك الأمراض المداهمة التي نعاني من أوجاعها ونقاسي آلامها الجسمية والنفسية

ومع أن وزارة الصحة في بلادنا نجحت إلى حد كبير في جانب التطعيمات للأطفال كجانب احترازي ووقائي مما يثمن لها وتستحق عليه الشكر والتقدير ، إلا أن دورها التوعوي على وجه العموم يظل محدودا .

وهي في الحقيقة لا تتحمل هذا الواجب لوحدها ولا تقدر أيضا على ذلك , بل تشترك معها في المسؤولية الهامة جهات عدة , للمساهمة في صياغة الثقافة وتشكيل الوعي . ويفترض أن تقوم كل جهة بدورها منفردة ومجتمعة وفق برامج منسقة ونعني بها وزارة الثقافة والإعلام والتربية والتعليم وكذلك التعليم العالي ورعاية الشباب وغيرها من الجهات ذات العلاقة . سائلين الله الصحة والسلامة والعافية للجميع .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *