[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]

ارتباط الإنسان بالبيئة الثقافية والاجتماعية التي يعيشها كجزء من خصائصه الحياتية وحريته الفكرية التي لا يمكنه التنازل عنها وإنما من حقه البحث بكل السُّبل المتاحة أمامه مستوضحا الكثير من النظريات العلمية الحديثة التي تمكنه من هذه الحقيقة وله الحق في ذلك بل من حقه أيضا زيادة على ما ذُكر تنمية قدراته بهدف الوصول لمنزلة علمية كبيرة تساهم في تواصله بعناصر بيئته الاجتماعية المحيطة به لمزيد من التَّعرف والاستكشاف والإمعان والإلمام بأسرار هذه المكونات بما يتطلب منه ثقافة عالية لصقل مواهبه وتنمية قدراته وهو ما درج عليه علماء الأمة الإسلامية حينما كانت في أوجه مجدها وفي مرحلة تاريخية مَكَّنتها أن تقود زمام العالم بكل معطيات تلك الفترة الزمنية التي مضت بكل إيجابياتها واستطاع الآخر استثمار منجزاتها بينما ذهب البعض من أبنائها لحياة الترف دون أن يُعيروا تلك الانجازات أدني اهتماماتهم ولسنا معنيين في عالمنا اليوم بالأسباب التي شكَّلت تلك الخلفية مهما كانت ضبابيتها ومسبباتها وإن كان من حق أجيالنا أن يكون لديهم إلماما ببعضها للعبرة والاعتبار ، هذه الحقيقة التي فيما كُشف النِّقاب عنها في مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة بشفافية من قبل متخصصين تتوفر لديهم الشجاعة والحرية والخلفية العلمية والمعالجة الفكرية.
فإنها ستعيد الكثير من أحلام شباب الأمة للواقع العملي بمقومات اقتصادية واستثمارية تعيد توازن القوى العالمية ولعل « منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والوزارات ذات العلاقة « بهذه الدول معنية بحكم امتلاكها ثروات فكرية قادرة على غرس الثقة في المكونات البشرية والتنظيمية والعلاقات الدولية للاستعانة بأفكار مماثلة يُمكن الاستفادة منها للعلوم العصرية كافة لخدمة الإنسانية ونفي التُّهم الموجهة لبعض الدول الإسلامية باتهامها بالإرهاب والتخلف وأن استخدام مقتنيات العلم الموجودة بمختبراتها وجامعاتها أعدت لأغراض سلمية والتزامها الأخلاقي احتراما للمعاهدات والمواثيق المتفق عليها لأننا في زمن لا يقبل الالتفاف حول الذات وأمامنا من التحديات والإشكاليات الكبيرة التي يعاني منها عالمنا الإسلامي وضعف واضح في البنية التحتية والتنمية الاقتصادية وبطالة جارفة وانتشار للجريمة تُنبئ بأخطار قادمة لا محالة منها ما لم يتم معالجة تلك الأوضاع الراهنة ، أعود للقول بأننا نفخر بقياداتنا السياسية في عالمنا الإسلامي بتوجيهها للنُّخَب الفكرية للمنافسة بتجارب عالمية ناجحة تحقق تطلعات أجيال الأمة الإسلامية وترسم مستقبلها المُشرق والتي لا تنقصها الإمكانيات المادية والبشرية وقوة الإرادة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *