الثانوية (54) و لمسات وفاء ملك

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مجد صالح الغامدي[/COLOR][/ALIGN]

عدنا لمقاعد الدراسة بعد إجازة يوم بمناسبة عودة ملكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين إلى ارض الوطن سليماً معافى بعد رحلة علاج دامت قرابة ثلاثة اشهر ، حلقت فيها قلوب هذا الشعب الوفي حول مليكها في جميع محطات رحلته العلاجية ، لأنها تشعر بقوة إيمانها وصفاء سريرتها أن مليكها غادر للعلاج جسداً أما روحه فبقيت ترفرف في سماء هذا الوطن الغالي، وكما أكد ذلك صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز حينما اشار إلى ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله دخل غرفة العمليات وكان جلّ همه يسأل عن حال شعبه ، وهذه صفة يهبها الله لمن وليّ امر مجموعة من المسلمين ، فكيف بخادم الحرمين الشريفين الذي سخره الله لخدمة المسلمين عامة والحديث في هذا الشأن يطول كثيراً.
أعود لموضوعنا.. عدنا إلى مقاعد الدراسة وشعرت بأن مدرستي الثانوية ( 54 ) هي صورة مكبرة لمنزلي الذي غادرته قبل قليل والذي يعيش منذ يوم الاربعاء الفارط بهجة وسروراً حمداً لله على ما منّ به من صحة على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ، الابتسامة على محيا جميع منسوبات المدرسة من مديرة ومساعدات ومشرفات ومعلمات وعاملات ، وهن ينثرهن هنا وهنالك علينا كطالبات الابتسامات الصادقة المعبرة عن صدق الولاء والانتماء مع ترديد الدعاء بأن يمتع الله دوماً قادتنا بالصحة والعافية وأن يحفظهم من كل مكروه، والجميع يعيش فرحة العودة، ويجني من ثمار القرارات الناضجة التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين، وما كان ذلك مستغرباً من ملك أخلص شعبه ما أوتمن عليه وشعب وفي وفاء ملكه ما عاهده وبايعه عليه ، وهذه ثوابت راسخة عرف بها هذا الكيان الشامخ وليست مواقف عابرة.
وماهي إلا أيام لا تتجاوز اصابع اليدين حتى غمر خادم الحرمين الشريفين شعبه بمزيد من القرارات الهامة التي غطت بعطائها كافة فئات الشعب ولم يستثن منها أحد أعقبها إجازة يوم تقديراً لما أبداه الشعب السعودي من مظاهر الوفاء والعرفان الصادقة تجاه قيادته الحكيمة ثم عدنا إلى المدرسة ، لنجد أن الإدارة قد صممت سجلاً خاصاً تدور به إحدى المشرفات على الطالبات لتسجل كل طالبة مشاعرها تجاه ما عاشته البلاد خلال الأسبوعين الفائتين من مظاهر التلاحم الصادق بين الراعي والرعية بمواقف ثابتة ترجمتها تلك المشاعر من خلال كل الوسائل المتاحة والتي تجسدها مدرستنا اليوم بصورة مصغرة لما يعم المملكة من مظاهر الفرح حمداً لله على سلامة الملك المحبوب وما قدمه لشعبه من قرارات تصب في خدمة الشعب والعيش عيشة كريمة وأمن وآمان.
وفتح سجل بهذه المناسبة قد يراه البعض أمراً بسيطاً، لكن في حقيقة الأمر الحدث والمكان دوماً هما ما يرفعان من قيمة الفكرة ، فقد وفقت المدرسة ممثلة في إدارتها على تجسيد المناسبة بصورة أكثر وقعاً في قلوب طالبات اليوم وأمهات المستقبل ، فكم شعرنا ونحن لازلنا طالبات بالعزة والفخرة بالانتماء لهذا الكيان الشامخ تحت هذه القيادة الحكيمة ، فكم جددت فينا الفكرة مشاعر الوطنية وغرست فينا صدق الانتماء حيث لم تلد من فراغ بل وجدت من المناسبة والحدث أرضاً خصبة لترسيخ المفاهيم الإيجابية نحو العلاقة المتينة بين الراعي والرعية والتي عادة ماتقوي اللحمة الوطنية وتغذي فينا روح الولاء وحب الأوطان.
فشكراً لمن كان وراء هذه الفكرة التربوية الخلاقة وسجل مشاعرنا لتكون نبضاً صادقاً لايكذب أهله وأشعرنا بقيمتنا وشجعنا على استيعاب دورنا ومسؤولياتنا والتي جسدت أن ما يدور داخل منازلنا من مشاعر وطنية هو ذلك الذي ترسخه مدارسنا وتترجمه بالتالي مناسباتنا ومحافلنا العامة .
كنت سعيدة ذلك اليوم وأكثر سعادة أنني سأنقل الحدث إلى أبي بعد الانصراف ..
جاء أبي ليأخذني لكنني لمحت على وجهه ملامع عدم رضا ، سألته مابك ياأبي فأجابني لاشيء اللهم هذه الفوضى أمام المدرسة وكل لا يرى إلا نفسه ، حيث إن جميع المنافذ مغلقة لاختلاط السيارات وجهاً لوجه وارتفاع أصوات الناس كل يشتم فيمن قبله، اخترقنا تلك الصفوف على الأقدام لأن والدي من عادته إيقاف سيارته بعيداً عن هذا الصخب ، وسألته سؤالاً بريئاً أين المرور يا أبي ،، فأجابني سريعاً قولي .. أين حق الطريق يا مجتمعي ..
حفظ الله بلادنا وقادتنا وشعبنا من كل مكروه ..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *