( التّكريمُ ) عندما يتأخر عن موعده
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن بن محمد الأنصاري[/COLOR][/ALIGN]
يقفز قلبي فجأة فَزِعاً وجلاً،كلما وقعت عيني على خبر تكريم شخصية من الشخصيات التي أُقدّرها واحترمها، سواء بمنح تلك الشخصية جائزةً معتبرة تقديراً لجهودها، أو تخصيص ملحق خاص في إحدى الصحف للحديث عن مآثر وإنجازات تلك الشخصية…
ومصدر هلعي من مظاهر التكريم تلك، ما أعلمه مما استقرّ عليه العُرف لدينا من تأخّر التكريم لمن يستحقه، وآية ذلك عجز الكثيرين ممن يشملهم ذلك التكريم عن حضورهم الاحتفالات التي تُقام على شرفهم، ومن هنا كان مصدر هلعي الذي لا يد لي فيه من أخبار تلك الاحتفاءات حين تطرق سمعي، أنها بمثابة النعي المبكر للمحتفى به، والتوصيف الدقيق لها من وجهة نظري: أنها لا تعدو كونها مجرد محاولة للتكفير عن التقصير والإهمال الذي واكب مسيرة تلك الشخصية التي كانت منسية، ولم يتم تذكّرها، إلا في خريف عُمرها عندما فقدت كل طعم لملذات الدنيا ومباهجها، بل وعندما تم التأكد من أنّ خطوات مشيها لن تُمكّنها من حضور حفل تكريمها، ليظل ذلك الحفل هو الحفل اليتيم الذي لا توأم له …
فكم من واحدٍ اليوم ( موضوعاً على الرّف ) يتجرع مرارة نسيانه وتجاهله، وما إن يُصبح أثراً بعد عين،إلاّ ونجد الماقيَ كلها تذرف عليه دموع التماسيح… وهو أمرٌ ليس بجديد، فهو كان موجوداً في عهد شاعر اسمه عمرو بن ضابيء البرجمي عاش قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام… وقد قال لبعض من حوله :
لأعْلمنّكَ بعدَ الموتِ تندبني .. وفي حياتي ما زوّدتني زاداَ.
التصنيف: