التوحد.. أين المسئول ؟

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]هناء حجازي [/COLOR][/ALIGN]

حضرت على مدى ثلاثة أيام الملتقى العلمي الأول لمراكز التوحد في العالم العربي، على مدى ثلاثة أيام كنت أجوب ردهات الغرفة الصناعية بجدة أنتقل من قاعة إلى أخرى ومن ورشة عمل إلى أخرى كي أفهم أكثر وأتعرف على مختصين في هذا المجال أكثر وأصبح أكثر خبرة ودراية بأحد أعجب أمراض هذا العصر.. لكني وأنا أستمع وأسأل وأتعلم، كنت في ذات الوقت أرى حزن الأمهات، حيرتهن، قلقهن، الأسى الذي يعتصر قلوبهن، والأسئلة التي تتردد أين نذهب بأولادنا وماذا نفعل وأين الخدمات التي لابد أن تتوفر وأين المراكز المختصة التي تستطيع أن تحتضن فلذاتنا بالخبرة المطلوبة والتي تفتقدها المراكز المتوفرة حاليا..
أجمع الكثيرون على أن مركز جدة للتوحد هو المركز الوحيد في جدة الذي يقدم خدمة جيدة للمصابين بالتوحد، لكن مركز جدة للتوحد يبقى مركزا وحيدا، يحتاج للانتساب إليه انتظارا قد يمتد إلى سنتين، سنتين من عمر طفل التوحد يقضيها في المنزل لا يعرف أبواه ماذا يفعلان وكيف يقدمان له ما يحتاج إليه أو حتى كيف يتعاملان معه.
اشتكى الكثيرون أيضا من المراكز الخاصة التي تقدم خدمة لو لم تكن سيئة فهي على أقل تقدير لا تفيد طفل التوحد..
مشكلة أخرى هي التوحديين الذين تجاوزوا سن الطفولة وأصبحوا شبابا لا يوجد مركز يضمهم أو عمل يستطيعون أن يشعروا فيه بقدرتهم على تمضية أوقاتهم بشكل مفيد ..
إحدى الأمهات تحدثت عن الانتكاس الذي حدث لابنها الذي يعاني من سمات توحد بسيطة وأنهى دراسته الثانوية لكنه لم يجد مكانا يستطيع العمل به والمكان الوحيد الذي ادعى بأنه يقبل حالات كحالة ابنها للعمل ، وضعه في مكان غير ملائم وكانت النتيجة إصابته بحالة نفسية في غاية السوء.
على قدر الحديث عن التوحد لا يزال مرضا مجهولا عند الناس، وعلى الرغم من محاولة الكثيرين التوعية به لكن كمية الجهل لا تزال عالية عند الناس ، وربما الناس في عمومهم يمكن أن يرتفع الوعي عندهم مع الوقت ، لكن المصيبة الكبرى حين يغيب المسؤول ويستمر في رفض هذه الحالات وهو القادر على احتوائها وتوفير ما تحتاجه
أين تذهب الأمهات إذن، رأيتهن، هؤلاء الأمهات وهن يحملن حزنهن وألمهن وتعب السنين مع أبنائهن، ينتظرن المسئولين كي يربتوا على هذا التعب ويرسموا باب أمل، لكنهم.. المسئولين.. لم يحضروا الملتقى
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *