التمثيل والتلفزيون
د.علي محسن السقاف
لا ينبغي ان يستهين احد بالتمثيل والتلفزيون فإن لهما تاثيراً على العقول لا تبلغه اية وسيلة اعلاميه اخرى واذا شك احد في كلامي فليقرأ كتاب عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو (التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول ترجمة درويش حلوجي) وسيعرف ان بامكان الجهات التى تملك السينما والتلفزيون ان تفرض ثقافتها واسلوب حياتها على شعوب العالم
وفي التمثيل يتقمص الممثل شخصية غير شخصيته ويمكن تعريف التمثيل بمصطلحات الطب بانه انفصام شخصية ارادي مؤقت وكلما كان هذا الانفصام كلياً كان الممثل مبدعا وان كان الانفصام جزئياً كان الممثل متكلفاً أو كما يقال بلا حضور.
ويقول الفرنسى اندريه فيلييه في كتابه الممثل الكوميدى ترجمة محمد قناوى بأن بعض اشكال التمثيل تجعل المراقب يشك في ان تجسيد الشخصية نوع من المس او التلبس بالارواح وان الممثل الذي يغادر المسرح منهكاً لاهث الانفاس وفي شبه اغماء يمكن ان يدعى انه ممسوس دون ان يعرف ماالذي مسه.
وذكر المؤلف ان الممثل الكوميدى كريسيان دي فالكس امتزج مع الشخصية اثناء العرض وكان عند خروجه من المسرح لايتذكر ماكان يفعله في التمثيل وامتزج ممثل آخر بالشخصية وخرج من المسرح الى الشارع وهو يردد عبارات البطل
والاديب الفرنسى الشهير موليير كان مؤلفا وممثلا وقام بنفسه باداء مسرحيته الاخيره (المريض بالوهم ) ومات اثناءها على خشبة المسرح.
وكاتب المقال (ممثل بالوهم ) ويحمل بطاقه من الاذاعة السعودية مضت عليها اربعة عقود تثبت انه ممثل مع ان تاريخه التمثيلي لم يتجاوز إلقاء كلمتين فقط في مشروع تمثيليه قرر المخرج بعدها عدم صلاحيته للتمثيل فتحول لدراسة الطب لكنه آلى على نفسه منذ ذلك الزمن ان يعود للتمثيل بأية طريقه أو اي واسطة عند اول فشل يحققه في مهنته الطبية، إلا ان ما خفف حسرته على ترك التمثيل ان زملاءه في تلك التمثيلية بلغوا الشيخوخة والتقاعد ولم يفارقوا بعد ادوار الكومبارس.
وقد وعد احد اصحاب الفضائيات كاتب المقال بأنه سيحوله باستخدام تقنيات الصوت والفيديو كليب الى واحد من كبار المطربين ولكنه اعتذر عن تحويله الى ممثل الا اذا اختار ان يصبح ممثلاً كرتونياً مثل العسيري وممادوا في بيني وبينك .
اما مسألة الغناء فقد قال فيها الخبير الغنائي الفضائي بأنها اسهل من سهل ولا تتعدى المسألة عملية التلاعب في اجهزة التحكم في الاصوات والتي وصلت الى مستويات مذهلة من الامكانيات وبواسطتها يمكن اختيار الصوت الطربي المناسب حسب الطلب حنوناً مثل صوت نجاة الصغيرة او دافئاً مثل صوت عبدالحليم او حزيناً مثل كاظم الساهر أو شبابياً مثل تامر حسني ولكن الذي أكد عليه الخبير الغنائي الفضائي هو التحذير الشديد لي بعدم الغناء بدون اجهزة العناية المركزة بالصوت حتى لا اتعرض لفضيحة فنية مدمرة.
التصنيف: