[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. أكرم صالح الرفاعي [/COLOR][/ALIGN]

حظي التقويم اللغوي باهتمام واسع من قبل الفلاسفة والعلماء اللغويين، نظراً لأهمية اللغة ومكانتها، فهي سرّ إنسانية الإنسان التي أتاحت تبادل الخبرات وتناميها وتوارثها من جيل إلى جيل.
يعدّ التقويم اللغوي مقوماً أساسياً من مقومات اللغة، حيث يواكب عمليتي التعلم والتعليم، ويعكس صورة النظام التعليمي اللغوي من مدخلات وعمليات ومخرجات، بما تتضمنه من أهداف وأساليب ووسائل ونتائج، فهو لا يقتصر على وصف الوضع الراهن فحسب، وإنما يتعدى إلى التشخيص والعلاج. وهو بذلك وسيلة لتحسين عملية التعلم والتعليم وتطويرها، ولهذا ينبغي إيلاء عملية التقويم اللغوي أهمية خاصة من حيث التخطيط له، وإعداد أدواته والإفادة من نتائجه. لكي يتمكن المعلم والمتعلم من تعرف مدى تحقيق الأهداف المرجوة منه، واتخاذ القرارات اللازمة من أجل التطوير والتحسين.
والتقويم التربوي بشكل عام والتقويم اللغوي بشكل خاص من المفاهيم التي ارتبطت في أذهان الطلبة بأنه عملية إصدار أحكام عليهم من جانب المعلمين الذين يمارسون سلطتهم المعتادة. غير أنه حدثت في الآونة الأخيرة تحولات جوهرية في الفكر التربوي في ما يتعلق بهذه النظرة التقليدية لعملية التقويم، وكيفية انتقال السلطة فيها من المعلم إلى المتعلم.
وإذا أُريد للغة أن تؤدي وظيفتها بأقصى ما يمكن من الفاعلية، فمن الضروري الاهتمام بالتقويم اللغوي وتطويره. ويقصد بالتقويم أنه عملية الحصول على معلومات تستخدم في اتخاذ قرارات تربوية بشأن الطلبة.
وتعدّ النظرية البنائية أحدث ما عرف من نظريات في التربية. وظهرت هذه النظرية نتيجة لتحول رئيس في البحث التربوي في العقدين الماضيين، فقد تحول التركيز من العوامل الخارجية التي تؤثر في تعلم المتعلم مثل متغيرات المعلم، والمدرسة، والمنهج، وغيرها من العوامل، ليتجه نحو العوامل الداخلية التي تؤثر في هذا المتعلم. واهتمت البنائية أيضاً على ما يجري بداخل عقل المتعلم حينما يتعرض للمواقف التعلمية التعليمية مثل معرفته السابقة، وقدرته على معالجة المعلومات، ودافعيته للتعلم، وأنماط تفكيره، وكل ما يجعل التعلم لديه ذا معنى.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *