التقصير والإهمال وراء كارثة جدة
[COLOR=blue][ALIGN=LEFT]عبدالرحمن سراج منشي [/ALIGN][/COLOR]
مبالغ كبيرة تنفقها حكومتنا الرشيدة ضمن الميزانية المالية في كل عام من اجل تطوير مدن المملكة لتواكب التطور الحضاري , ولكن عندما يستشري الاهمال الاداري والمالي تصرف تلك الملايين في غير ما خصص لها وتسند المشاريع الى مؤسسات أقل كفاءة وخبرة ناهيك عن انعدام الرقابة والمتابعة الجادة وغض الطرف عن التجاوزات التي تحدث في التنفيذ لأن عنصر المجاملة يطغى على المصلحة العامة . إن هذا ضرب من الفساد الإداري الذي تنجم عنه كوارث لا يحمد عقباها يروح ضحيتها أناس أبرياء وتهدّم منازل وتشرد أسر وتتلف ممتلكات . وصدق محمد إقبال حين قال ( إذا الإيمان ضاع فلا أمانة ).
إن الكارثة التي أحلت بمحافظة جدة وراح ضحيتها أناس أبرياء كانت نتيجة إهمال وتقصير وأخطاء متراكمة من قبل بعض الجهات التي لم تشعر بعظم المسؤولية أمام الله ثم ولي الأمر ثم الموطن .
لقد كان الأمر السامي الكريم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بلسماً شافياً لجراح المنكوبين وعزاءً صادقاً من صاحب القلب الكبير لأسر المفقودين وحرباً على بؤر الفساد والمفسدين . فالملك عبدالله يحمل هم الوطن والمواطنين يشاركهم أفراحهم ويواسيهم في أتراحهم , وليس أدلّ على ذلك من صدور أمره الكريم بتشكيل لجنة خماسية من كبار المسؤولين برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة سمو الأمير خالد الفيصل لحصر أسماء الشهداء من الغرقى والمصابين لمواساتهم وتعويض المتضررين في ممتلكاتهم . وقال حفظه الله ( اضطلاعا بما يلزمنا واجب الأمانة والمسؤولية التي عاهدنا الله تعالى على القيام بها والحرص عليها تجاه الدين ثم الوطن والمواطن وكل مقيم على أرضنا فإن من المتعيّن علينا شرعا التصدي لهذا الأمر وتحديد المسؤولية فيه والمسؤولين عنه جهات وأشخاصا ومحاسبة كل مقصر أو متهاون بكل حزم دون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم تجاه من يَثبت إخلاله بالأمانة . بهذه الكلمات النابضة يُعلن يحفظه الله حربا على الفساد ليحطم هامات المقصرين في أداء واجباتهم الموكلة إليهم . فالمناصب تكليف وليست تشريفاً إلاّ إذا قام المسؤول بمهامه كما يجب فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .
نسأل الله الكريم أن يكلأ المتضررين برعايته ويلهم ذوي المتوفين الصبر والسلون و\”إنا لله وإنا إليه راجعون\”
ص ب 2511 – ج 0555524549
التصنيف: