[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الحميد سعيد الدرهلي[/COLOR][/ALIGN]

دافع علماء النهضة العلمية في العالم الغربي عن فكرة التقدم في التاريخ الانساني، لا لتقدم لامفر منه، ولكن كتقدم حقيقي يمكن تقديره بنمو الذكاء الانساني.
فالتقدم في نظرهم ليس نعمة من فوق ولاهبة اوفضلا من كائن وحين يجلب السلام الى الارض، انه السلسلة الطويلة من الرجال الممتازين ذوي العقل السليم المستقيم والقلب الكبير الذين كانوا من جيل الى جيل هم القادة الروحيون والمخلصون لإخوانهم من بني الانسان.
كانت نظريات مفكري النهضة تدور حول نقاط متنوعة ولكنها كانت تهذب باتجاه الانعتاق من الفكر والمواقف التي كان العصر الوسيط يجعل محورها يدور حول عالم آخر، واصبحت فكرة التاريخ الدينوي كإعداد لاغير لحياة مقبلة في عالم آخر، فكرة ثانوية في الغرب وهيأت الانتقال نحو الحياة الحديثة.
كانت الحركة الانسانية رد فعل على التصور المسيحي الضيق الذي لم يكن للتاريخ وفقا له من مغزى إلا بالنسبة لخلاص الانسانية الروحي ، وكانت آثار \”بيكون\” تناضل ضد هذه النظرة ولكنها كانت تكمل كذلك مرحلة هامة بإدخالها المستقبل في حسابها.
كان \”بيكون\” يقول : من الجنون ان نبني علوما طبيعية على الفصل الاول من كتاب يعقوب اوغلي جزء من الكتاب المقدس، إنه لأكثر تعقلا ان نرد الى الايمان ما يكون من الايمان، وكان يدعو الناس لكي يتخلوا عن منفعتهم المذهبية المفرطة في الماضي ويستحثهم على دراسة الحقائق..
أخذ \”بيكون\” على عاتقه مهمة معرفة الاسباب والحركة الخفية للاشياء وكذلك توسيع حدود القدرة الانسانية بقصد جعل كل شيء ممكنا، وكان التاريخ في رأيه يجب ان يتجه الى معرفة بالطبيعة تتزايد تعمقا على الدوام لكي تجلب تحفاً وغنى للحياة الانسانية تتوافر باستمرار، وحض الناس على الاهتمام بالطبيعة.
كان \”هوبست\” يعارض الكنيسة الكاثوليكية، وكان يقول: ليست البابوية شيئا آخر غير شبح المغفور لها الامبراطورية الرومانية جاثمة بتاجها فوق قبر نفسها، ويجب ان تكون الكنيسة حيثما كان تابعة للسلطة المدنية.
وكان يؤكد بأن ما حصل عليه الناس من هذه الخيرات يرجع الفضل فيه الى السلطة الحكومية، ولم تكن نظريته تؤكد بأن الفرد يجب ان يكون خاضعا في كل شيء للدولة، بل العكس ذلك كان من شأن الحكومة السياسية أن تمنحه اكبر قسط ممكن من الحرية بالنظر إلى ظروف الحياة الاجتماعية، وكان يعتبر أن الوظيفة الاساسية لأية حكومة هي حماية رعاياها.
اما \”لاينتز\” فكان يرى ضرورة ادخال المستقبل في الحساب وليس الماضي والحاضر فحسب ، فبلوغ الكمال سوف يكون في المستقبل بتأمل الماضي والحاضر.
إن آثار \”روسو\” تحتوي على تحد مزدوج لمذاهب الكنيسة التقليدية وتحد لتنظيم المجتمع العصري .وخلافا للمذهب القائل بفساد الطبيعة الانسانية الذي كان تقول به اكثر التصورات المسيحية، فقد كان \”روسو\” ينادي بأن الانسان قد ولد طبيعيا طيب، وانه قد ولد حراً ، ولكن التنظيم الاجتماعي قيده.
كان \” توماس فن\” يرى ان المسيحية التقليدية بالنظر الى الروابط التي تربط الكنائس بالحكومة السياسية بصورة خاصة كادت تكون وسيلة لاستقلال الجماهير، وكان يجعل هجومه الرئيسي منصبا على ما كان يعتبره الاساس نفسه لكل مذهب مسيحي وهي: سلطة العهد القديم والعهد الجديد المكتسبة من حيث انها كلام الله وانها وحي الله، فإن اصول عدد كبير مما يتعلق بالوصايا لم تكن تبدو له مطابقة لما تذكره التقاليد ولذلك تولى نقدها..
وكان \”ديكارت\” قد بين ضرورة الشد المذهبي في مقابل القبول السريع في تصديق الافكار الاتية من الماضي ..

مدير عام وزارة التخطيط – متقاعد
فاكس: 6658393
هاتف : 6834392

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *