التفاؤل والتشاؤم وما بينهما

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الهادي شلا[/COLOR][/ALIGN]

\”التفاؤل\” .. حالة شعور بأمل أن يتكلل ما ينزل في النفس من الرضا أن يبقيها بحالات عالية في بعضها ومنخفضة كلما مر بها توجس ولا تختفي هذه الحالة إلا بما تطمئن إليه النفس وترضى عنه، فتبني عليها تصورات حسنة ونتيجة مرتجاة.أما \”التشاؤم\”.. فهو حالة شعور يتناقض في صفته ومعناه مع الشعور بالتفاؤل.وهذا الشعور\” التفاؤل، والتشاؤم\” لا نجده في غير البشر إذ لم يثبت في أي وقت ولا أي بحث أن كائن حي من غير البشر يمكنه الشعور بهاتين الحالتين تحت أي ظرف.وكلتا الحالتين لها عند الكثير من الأمم علاقة وثيقة بمعتقداتها،وهي نتيجة تجارب توافقت مع الحالة فتم اليقين منها وأصبحت مع الزمن شعور ملازم لما تقع عليه العين أو تستشعره النفس في سياق هذا الشعور .
ولذلك فهما مرتبطان ارتباطا وثيقا بهذه المعتقدات حين تلازمها فترات زمنية طويلة إلى أن تترسخ فيها وتصبح شبه يقين تؤمن به وتتعامل معه كما لو كان حقائق وتصبح هاتين الحالتين مصدر سعادة كما هي مصدر شقاء أو خوف في أقل صورها.
ومن المؤكد أن حالة التفاؤل تبعث في النفس الرضا والطمأنينة التي تسمو بالآمال، إلا انها لا تخلو من ترقب وتوجس خشية أن لا تكون هذه الحالة إحساس عابر وغير مضمون النتائج حتى اللحظة الأخيرة التي يتحقق فيها مصدرالتفاؤل فتزداد النفس بهجة وانتصارا.والتفاؤل شعور يمنح النفس قوة وأملا ويثير العقل والتفكير بما يتمخض عنه من الصور والأمنيات طوال الشعور به.ولعل النقيض أي\” التشاؤم\”.. يأخذ من العزيمة فتفتر وتنتكس النفس تحت الشعور به، الذي يبقى ملازمها لفترة طويلة تتجدد مع كل موقف مما قد يصيب النفس بالاحباط حين يكون في أعلى صوره.
والمتأمل في أحرف الكلمتين من الناحية اللغوية، يجدهما متشابهتان في عدد الحروف ، وفي إيقاع النطق بهما كل على إنفراد وهما متطابقتان تماما إلا في شيء واحد تختلفان فيه بعد اختلاف معاني كل منها ألا وهو الحرف الأخير لكل منهما.
حرف \” ل \” هو آخر حروف كلمة \” التفاؤل\” بينما حرف\” م \” هو آخر حرف في كلمة \” التشاؤم\”. والمدقق يلاحظ أن حرف \” ل \” في أبجدبة اللغة العربية يسبق مباشرة حرف \” م \”. وكأننا أمام إشارة بأن التفاؤل يجب أن يسبق التشاؤم فلنكن من اؤلئك الذين يدعون إلى \”التفاؤل\” الذي يبقى النفس عالية ومتوهجة .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *