عبد الله فراج الشريف

المجتمعات البشرية من لاحظ تطورها يعلم يقينا انه لا يمكن لأحد أن يوقفه، مهما كانت الذرائع التي يتمسك بها لايقافه، فالتغيرات إحدى السنن الثابتة في نمو المجتمعات، فمن البادية انبثق مجتمع القرية ، ثم من مجتمع القرية انبثق مجتمع المدينة، ولكل منها صورة تختلف عن الأخرى، فلا يمكنك أن تقول أن من عاشوا في القرية، بقوا هم أنفسهم حينما انتقلوا إلى المدينة، ولا الذين عاشوا في البادية هم أنفسهم من عاشوا في القرية، فلكل مرحلة لون مختلف من الحياة، تتغير فيه الأفكار وانماط الحياة، ومجتمعنا السعودي مرّ بمثل هذه المراحل وأكثر، وكل مرحلة منها اسلمتنا إلى مرحلة أخرى بعدها تغيرت فيها أفكارنا وأنماط حياتنا، فلم يبق مجتمعنا على صورة واحدة جامدة، يريد البعض أن يرسمها له في خياله ويريد أن يجدها على أرض الواقع، وهيهات أن يكون هذا.
فمن كان في مثل سني اليوم يدرك ذلك، فما عاشه في الصبا لم يبق منه سوى صورة في الذاكرة، فليس في حياة الناس منه إلا القليل الذي يمارس، هذا هو واقع الحياة، الذي لايمكن أن يتخلف فيه مجتمع عن التغيير والتطور، والذين اليوم يقفون ضد بعض صور هذا التطور في نواح مختلفة من الحياة، كهذا الجدل الذي يثيره البعض دوماً حول قضايا المرأة مثل عملها خارج المنزل، وهمه أن يعيدها إليه قسراً، لتمضي الليل مع النهار في خدمة الزوج والأولاد إنما يحلم، ويمارس عبثاً لا فائدة منه، لتمضي الليل مع النهار في خدمة الزوج والأولاد إنما يحلم، ويمارس عبثاً لافائدة منه، مهما علا صراخه.
وكذا من يجادل حول قيادة المرأة للسيارة ، وعدد متزايد من السعوديات يجدن قيادتها ويحملن رخص قيادة من خارج البلاد، وهن حتماً سيصلن إلى مبتغاهن ولو ملأ هذا المجادل الدنيا ضجيجاً، كذا المجادل في ممارسة المرأة للرياضة البدنية، إنما يجادل عن أمر هو واقع في حياة الكثيرات من النساء، وعما قريب ستمارسها بناتنا في مدارسهن، ولاحرج عليهن، التطور في الحياة سنة لا تتخلف أبداً فهل يدرك المجادلون في قضايا تافهة كهذه هذه الحقيقة، هو ما أرجو أن يدركوه ليريحوا ويستريحوا فذاك ما نرجوه والله ولي التوفيق..

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *