يجب ان تكون الامة الاسلامية يقظة وحذرة من جراء ما يحدث من جماعات الفكر التكفيري والمتطرف من ارهاب وسفك للدماء في عدد من البلدان، ويجب ان نعمل لايقاظ الامة الاسلامية والعربية من غفوتها للم الشمل والتوحد ضد هذا التطرف وهذا الارهاب الذي تنتجه مجموعات وجماعات تدعي زورا وكذبا وبهتانا انها تحمل لواء الاسلام والحقيقة هم ابعد ما يكونوا عن الدين والاسلام ولا علاقة لهم بهما من قريب او بعيد.. وبكل اسف واسى هناك شباب من الاقطار العربية والاسلامية يتعرضون للتغرير للانضمام الى هذه الجماعات التي شوهت صورة الاسلام في اذهان شعوب العالم.. ان الاسلام يواجه اليوم حرباً ضروساً تعددت مصادرها وتنوعت اشكالها وتبدلت وسائلها لتتناسب مع تغيرات الاحوال وتبدلات الزمان واختلاف المكان وان اتفقت كلها على وحدة الهدف والمحاولات المستميتة لتشويه صورة الاسلام.
فمن شذ بفكره وانحرف بجهله وقع في المحظور وطوته تيارات الغلو والارهاب في مدها الجارف فتراه يقوم بارتكاب افظع الجرائم باسم الدين الذي ارتضاه لنا رب العالمين.. يقول عز شأنه: (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).
إن مما ابتليت به الامة الاسلامية اليوم قضية العنف والغلو والتطرف التي عصفت زوابعها باذهان البسطاء من الامة وجهالها، وافتتن بها اهل الاهواء الذين زاغت قلوبهم عن اتباع الحق فكانت النتيجة الحتمية ان وقع الاختلاف بين اهل الاهواء وافترقوا الى فرق متنازعة متناحرة همها الاوحد ارغام خصومها على اعتناق آرائها باي وسيلة كانت، فراح بعضهم يصدر احكاما ويفعل اجراما يفجرون ويكفرون ويعيثون في الارض فسادا ويظهر فيهم العنف والتطرف افراطاً وتفريطاً وهي فتنة عمياء تستوجب التأمل وتستدعي التفكير في الكشف عن جذورها في حياة المسلمين المعاصرين، وهذا يعد من اهم عوامل التخلص من الخلل الذي اثقل كاهل الامة واضعف قوتها وفرق كلمتها.
لقد بات من الضروري الاهتمام ببناء الفرد المسلم على اسس عقدية ايمانية تعيد صياغة النفوس، وتفتح افاق العقول، وتبث فيه روح الدين الحقيقي.
إن المندرسة يجب ان تتحمل الدور المناط بها في غرس القيم الاخلاقية النبيلة في نفوس افراد المجتمع بقدر ما يسود ذلك المجتمع الامن والاطمئنان والاستقرار ويمثل النسق التربوي احد الانساق الاجتماعية المهمة التي تؤدي عملاً حيوياً ومهماً في المحافظة على بناء المجتمع واستقراره.
اما العلماء فعليهم دور مهم في ترشيد مسيرة المسلم بتحصينه بالفكر الاسلامي الصحيح وحمايته من الافكار الضالة والهدامة وتأصيل معاني الخير في نفسه ليكون عنصراً بناء في المجتمع.
إن الاخلاق هي عنوان الشعوب، وقد حثت عليها جميع الاديان، ونادت بها، فهي اساس الحضارة ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم ومنها البيت المشهور لامير الشعراء احمد شوقي:
وانما الامم الاخلاق ما بقيت… فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا ان الاخلاق لها اثر بالغ في الفرد وعلى المجتمع، وهو ضرورة اجتماعية، وانه لا يمكن لاي مجتمع يريد التوازن في حياته ان يعيش بدونها. لان التحلي بمكارم الاخلاق يؤدي الى سعادة المجتمع وتقدمه وانسجامه. فان هذه الخصال الحميدة تبقى حصناً حصيناً للمسلم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *