التشغيل الذاتي والكادر الإداري إلى متى !!
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]نايفة محسن الشيباني[/COLOR][/ALIGN]
مازلت أجول في معاناة الموظف الإداري الذي لم ينصفه ديوان الخدمة المدنية ولم يقنن حقوقه وواجباته بشكل فعال وجعلها تحت ما يراه المدير المباشر ليربط رقبته بشخص يسير حسب أهوائه !! ( وسيكون لي مقال عميق بإذن الرب في تلك الأنظمة التي تحتاج إلى وأد وليس بتر )
وفي هذه المقالة سيكون حديثي مقتصراً على الموظف الاداري بالقطاع الصحي و خاصة من هم يشغلون اعمالهم الادارية بعقود(التشغيل الذاتي) ويجدد كل سنة حسب جدية هذا الموظف وتفانيه بالعمل.
في البدء ماهو عقد ( التشغيل الذاتي) 1- هو عقد سنوي يتم عقده بين مسؤول بالقطاع الصحي في مستشفى ما أو مستوصف ما وبين موظف ليشغل قطاعاً إدارياً 2- يبدأ الدوام من الساعة الثامنة إلى الساعة الخامسة عصراً 3- يكون سنوياً ويجدد تلقائياً حينما لا يخل الموظف بشروط العمل.
لن أتعمق كثيراً بهذا البرنامج إلا من زاوية واحدة فقط وهي الزاوية الإنسانية (النفسية والاجتماعية) التي أراها وشعرت بمرارتها مما يشغل هذا العمل وهو وقت العمل المستمر من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة الخامسة عصراً .
وحينما نقيس وقت العمل الأصلي المستغرق منهم كل يوم سنجد أنهم يستيقظون قبل الوقت ويخرجون قبل الوقت بكثير في زحمة الرياض القاتلة ليصلوا إلى أعمالهم في الوقت المحدد إذ سيستيقظون وقت الفجر وخاصة إذا العمل بعيد ويحتاج وقت.
و من المعروف أن الكل يسعى لطلب العمل ليعيش ولكن بهذا الوضع متى سيعيش هذا الموظف الإداري؟ حينما يكون يومه كله بالشارع للاتجاه للعمل ومن ثم العمل ومن ثم طريق طويل مزدحم ليصل للمنزل المغرب سيكون بمنزله أو ربما بعد المغرب سيأتي متعب جداً سيخلد للنوم.
إذن جل يومه وهو في عمل دؤوب متواصل خارج منزلة منقطعاً عن العالم الخارجي منشغلاً عن منزله وأسرته وعائلته.
تفاصيل كثيرة تنسل بين أطراف يديه وسعادة تندثر تحت الضغط المتواصل للعمل ونتيجة هذا الضغط كادر إداري لا حوافز تخفف وطأة هذا الضغط والعمر المنقضي ولا مكافآت ترفع الانتاجية وتحسن الوضع النفسي للموظف والمستوى الإيجابي له لتثمر في بناء مستقبل أبنائه خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة من غلاء معيشة وصعوبة الحصول على منزل ملك.
هل تتناسب سلم الرواتب الإدارية خاصة في العمل بالمستشفيات الحكومية وخاصة لمن يكونون على عقود (كالتشغيل الذاتي) بالأوضاع الاقتصادية الحالية.
هل نظر أثناء البحث عن موظف إداري لهذا العمل إلى طول فترة العمل والعمر المنقضي من حياته وإثرها السلبي على أنفسهم وأسرتهم, هل تعمقنا أكثر إلى أن البعض ستفوته أول ضحكة لطفله, وأول كلمة ينطق بها, لطول ساعات العمل خارج المنزل, هل نظروا بجدية إلى أن هذا الموظف سيجد نفسه فجأة وبلحظة أن الشيب قد لون العمر بالبياض, وأرواحهم قد سكنها السأم والملل, وملامحهم تجهمت ففقدت بريق الابتسامة.
والسؤال المهم الذي يخطر ببالي هل خضع هذا النظام لدراسة نفسية واجتماعية قبل أن يطبق؟
هل عرف ما سيخلفه وراءه من آثار اجتماعية على جيل سيأتي لم يتمتع باهتمام عائلة متكامل؟
هل ستكون حلولنا للحياة هو أن نتقاعد لنعيش حتى لو كانت نصف حياة دون أن ينطوي العمر في طريق ممتد بين المنزل والعمل ودون مردود يستحق التضحية؟
أرجو أن ينظر في هذا النظام وغيره من الأنظمة المتعلقة بالموظف الإداري حتى يكون هناك مردود إيجابي فعال وجودة في العمل وحياة نكمل بها عملنا.
ودمتم بخير
التصنيف: