التشدد الديني وما أدراك ما التشدد الديني

• د. منصور الحسيني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

التشدد هو مصطلح يطلق على كل توجه بشري يتخذ مفهوماً أو أيدلوجية على أنها الحق المبين ولا يكتفي المتشدد بتطبيقها على نفسه بل يصر على أن يطبقها على كل من حوله وبالذات من له سلطة عليهم. يقال في علوم الميكانيكا أن لكل فعل ردة فعل معاكسة ومساوية للفعل، كذلك هو حال التشدد لأنه يولد تشدداً مضاداً لما بدأ به هذا التشدد أو الفعل الذي يمارسه المتشدد، لذلك تجد أن التشدد في الدين وإن كان من يمارسه يظن أن لديه سلطانا مبينا سوف يؤدي إلى انحلال قد يكون غير ظاهر بحكم سلطة المتشدد وهنا تكمن الخطورة.
عندما يتشدد المسلمون في تطبيق تعاليم الدين السمح يصبح من الطبيعي أنهم سوف يواجهون تشددا من غير المسلمين على المسلمين الذين يظهرون التشدد غير المحمود ، أعتقد أن محاربة الحجاب في بعض الدول الغربية قد يكون ردة فعل لبعض التشدد الذي يفرضه المتشددون على المسلمين وغيرهم وبما هو ليس من الدين وكل ما في الأمر أن المعتوه المتشدد اعتمد في مدخلاته الفكرية على متشدد آخر عرف كيف يحوز على لقب أو أكثر من التي توحي بالعلم والمعرفة الدينية وفي الحقيقة تجد أن عقليته مصدية.
كم منكم يعرف أباً متشددا بدون منطق؟ بالتأكيد سوف نجد أن أبناءه يسيرون عكس توجهه وفي أمور مختلفة لا تظهر علناً لأن النفاق سوف يكون سيد الموقف وهو من أهم إفرازات التشدد، هذا هو قانون الطبيعة في ردة الفعل والذي يسري على الإنسان.
التضييق على النفس البشرية بحجج دينية غير صحيحة تستند على ثقافات مختلفة ابتدعها الإنسان نفسه وهو من صدقها وعمل على تدعيمها من خلال أحاديث نبوية مكذوب فيها على رسول الله عليه الصلاة والسلام أو باستخدام طرق شاذة في مقارنة الأمور وتشبيهها ببعضها وتطبيق حكم على ما لا يطابقه، كل هذا تسبب في بعد الناشئة عن الدين، عدم قبول غير المسلمين حتى التعرف على (دليل الخالق للبشرية) القرآن، زيادة الفرقة والحزبية بين المسلمين…..الخ وهذا سبب رئيسي للإنحطاط الذي تعيشه الأمة الاسلامية.
طور المتشددون قائمة مبتكرة للمحرمات تزداد في المواسم وتتضخم من عام لعام حتى أصبح السؤال عن الحلال هو الأسهل لأنهم جعلوا قائمة الحلال ضئيلة ويتمنى المتشدد دائماً تخفيضها، الطامة الكبرى أن الخالق حذر المخلوق من هذا الفعل الذي فيه افتراء وكذب على الله لكن المخلوق البشري هذا أكثر جدلا وأكثر تكذيبا وبالذات عندما لا يفهم دليله الذي أنزله خالقه ويتفهم في المقابل أقوال المخلوقات الهلامية.
قال تعالى:» وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَ?ذَا حَلَالٌ وَهَ?ذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ? إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ» (النحل:116). وعلمنا القرآن أن الرسول بالمؤمنين رؤوف رحيم لأنه مرسل من الرحمن الرحيم، فعلى ماذا تستندون أيها المتشددون الضالون؟
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *