التسمم الغذائي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]طلال محمد نور عطار[/COLOR][/ALIGN]
التسمم الغذائي حالة مرضية تصيب الانسان نتيجة تناول طعام أو ماء ملوث يحتوي على جراثيم أو سموم تفرزها الميكروبات، وبعض الموارد الكيماوية.
وتظهر اعراض التسمم الغذائي بعد ساعات، واحيانا بعد مرور عدة أيام، وقد تظهر مجتمعة دفعة واحدة أو بعضها على دفعات، وتختلف شدة الاعراض من حالة إلى اخرى: الغثيان، المغص، الاسهال، القيء.
واصابة الشخص بحالة التسمم الغذائي تبدأ بظهور الاعراض عليه خلال ساعات قليلة بعد الاكل مباشرة كالقيء يتزايد أو الاسهال الذي تصاحبه عادة آلام حادة في البطن.وغالباً ما تنجم التسممات الغذائية عن قلة \”الوعي\” بطرق تخزين وتحضير الاغذية أو وجود \”عمالة\” غير مؤهلة أو غير مدربة أو غير ملمة بحفظ الأغذية وتخزينها وتحضيرها مما يجعلها عرضة للملوثات المختلفة.
والحد من التسمم الغذائي الذي أصبح يظهر بين الحين والآخر: ان تبادر \”البلديات\” المركزية وفروعها إلى تطبيق الانظمة الصحية تطبيقا حازما جازماً على المخالفين الذين استمرأوا – كما يبدو – العمل في الخفاء لاسيما وان هناك بعض ضعاف النفوس من مسؤولي البلديات ذاتها يتسترون على اصحاب المطاعم عن طريق ما يقيمونه من علاقات خاصة في مقابل مادي.
كما أن هناك ممن يغلب عليهم من اصحاب المطاعم ذاتهم من ضعاف النفوس الذين يقيمون علاقات مع تجار اغذية الجملة بشراء احتياجاتهم من الارز ومعجون الطماطم والزيوت بأرخص الاثمان بعضها منتهي الصلاحية أو على وشك الانتهاء خصوصاً وانها تنقل إلى مستودعاتهم التي لايتوفر فيها اماكن التخزين المناسبة كتوفر البرادات أو الاماكن المغطاة التي تحجب وقول اشعة الشمس أو الاتربة أو الغبار أو الحشرات! كما ان هناك مطاعم تترك المواد الغذائية بعد تجهيزها فترات طويلة أكثر من ساعتين ، وعدم الالتزام بدرجة حرارة المكان المخصص للتجهيز في المدى مابين \”6-60ْم\”!
وهناك المطاعم التي لا تلتزم بطرق تجهيز الاغذية \”المجمدة\” كوضع الاغذية في الثلاجة بدرجة \”5مْ\” لتسيح شيئاً فشيئاً قبل اعدادها بمدة كافية لان التسيح بطريقة سريعة على درجة حرارة الغرفة أو المستودع عرضة لنمو الاحياء الدقيقة.
وهناك من يستخدم ألواح التقطيع القديمة، والاواني التالفة التي عليها بقايا من الاطعمة التي اخترقتها الجراثيم .كما أن هناك – بكل أسف – من يغسل الاواني والاطباق في احواض غسيل متسخة، وغير صحية، ومليئة بالاوساخ والاتربة والقاذورات!
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن في هذا المقام : لا يكفي اطلاقا الزام اصحاب المطاعم الصغرى أو الكبرى أو المنتشرة في الاحياء وعلى الطرقات والشوارع بالانظمة الصحية ، وانما ضرورة قيام البلديات المركزية – اكرر المركزية بجولات تفتيشية فجائية – اوقات الدوام الرسمي أو غير الرسمي – لإنزال اقسى العقوبات لكل من يتهاون أو يتقاعس أو يتلاعب بتطبيق الانظمة الصحية والتشهيرية في مختلف وسائل الاعلام ، وغلق اماكن المخالف الذي لايخاف الله.
كما أن اهتمام وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة بإعداد برامج توعوية تحتاج الى تفعيل من قبل وزارة الثقافة والاعلام بالإضافة إلى إلزام أصحاب المطاعم أن يلم كل من يعمل لديها بالانظمة الخاصة بحفظ المواد الغذائية وتجهيزها في اماكن صحية بعيدة عن الاوساخ والاتربة والغبار.فهل تتحرك الجهات المعنية – عما قريب – قبل ان يصبح التسمم الغذائي ظاهرة يصعب معالجتها؟.
التصنيف: