التربية والتعليم كانا وجهين لوزارة واحدة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد المجيد سعيد البطاطي[/COLOR][/ALIGN]

أجمل ما في السفر والرحلات هو انك تتعلم امرا جديدا وتلتقي بشخصيات وثقافات مختلفة وتسمع نقاشا من وجهات نظر مختلفة. في احدى رحلاتي التقيت بأحد المواطنين وكنا نقرأ في احدى الصحف عن اعتداء بعض الطلاب في مكان ما على احد المعلمين، حيث قام بعض الطلبة بضرب المعلم ضربا مبرحا حتى إدخاله الى المستشفى. قال هذا المواطن الذي لا اتذكر اسمه، في زماننا كنا نقف للمعلم ونعتبره شخصية فاضلة نحترمها ونقدرها ونخشى ان نتجاوز حدود الادب في حديثنا واختيارنا لألفاظنا، فما بالك بالاعتداء عليه. هذا امر لا يطاق. لقد بلغ الامر مبلغه وفقدت العملية التعليمية الوجه الاهم لها وهو التربية. تابع صاحبنا وهو يعكس في حديثه مبلغ الألم الذي يشعر به، حتى الان انا احفظ جدول الضرب الذي تعلمته في مراحل التعليم الاولى ولم احتج في يوم من الايام ان اراجع ما كنت ادرسه في المدرسة التي كانت تعلمنا الادب والعلم. اولادنا اليوم لا يحفظون جدول الضرب لانهم لا يحترمون معلمهم ولا يخجلون من مواجهته وهم لا يحفظون درسهم. المتخرجون من الجامعة اليوم تجد ان الكثير منهم لا يحسنون الكتابة ولا يحسنون التعبير وهذا يعبر عن ضعف التحصيل العلمي، والذي يعتقد صاحبنا انه ناتج عن فقد الاحترام بين المعلم والطالب. في الواقع هذه الامور تشتكي منها المعلمات ايضا بصورة مستمرة وترتكز شكوى المعلمات هو انهن قد فقدن قدرتهن على السيطرة على الطالبات والتحكم في سولكياتهن او محاسبتهن، بل على العكس فالنظام يضفي كثير اً من المحاسبة على المعلمات واتاح كل الفرص لتوثيق التسيب لدى الطالبات.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل تدرس وزارة التربية والتعليم مبدأ اسباب تدني عملية الاهتمام وتطبيق مبدأ التربية الى جانب التعليم؟ ام هل هناك نية للفصل بين التربية والتعليم؟ وهل هناك اعادة دراسة للانظمة المبنية على ردات فعل تولد منكراً بحجة انها تعديلات لمعالجة اخطاء فردية مما افقد نظام الوزارة لوجه التربية ونزعها من مهام الوزارة بالرغم من ترابطها مع اسم الوزارة؟.
في امثالنا الشعبية يقولون \”الادب فضلوه على العلم\” هل يعلم القارئ لماذا؟ لان من فقد الادب يعيش الفوضى ويفقد القدرة على التعلم. فهل يدفع هذا وزارة التعليم لمراجعة حساباتها وانظمتها لإعطاء المعلم والمعلمة أدوات تساعدهم على البناء والاصلاح بدلاً من تأديب ومحاسبة المعلمين والمعلمات لدعم تفلت الطلبة والطالبات وخصوصاً في سن المراهقة فيذهب العلم مع الادب؟ والنتيجة ان الوطن كله يخسر مخرجاته جيل المستقبل، المتفلت كما رأيته في رحلاتي.
0505626375

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *