التربية.. التربية قبل التعليم

• علي محمد الحسون

•• تكثر أحاديث الناس هذه الأيام حول ما يجري عن هذه الدماء التي تسيل في شوارع بعض مدن العالم العربي بشكل واضح، وفي بعض مدنه بشكل خفي، ويتساءل هؤلاء المتحدثون عن أسباب كل هذا الفعل الدموي لماذا؟.. وتتعدد الطروحات، ولكنها تصب في النهاية لانعدام الأسس التربوية الأخلاقية التي هي مدماك النفس الصحية القادرة على التفريق بين الباطل والحق.. وإن هذا العالم العربي الذي دخل عالم العلم من أوسع أبوابه، واستطاع أن يحقق فيه أشواطاً، لكنه علم ناقص .. فلابد أن يكون هناك عامل موازٍ له هو عامل “التربية”. فليس كافياً أن يهضم الطالب ما تلقاه من علم دون أن يعرف شيئاً عن “التربية” الخلقية التي تعطيه الجناح الآخر من المعرفة ليكون متوازناً.
فماذا يفعل الطالب المتعلم بعلمه الواسع إذا كان هو لا يقدر والده، ولا يحترم أمه؟ ماذا نقول عن مثل هذا الذي يحمل أعلى الشهادات العلمية، وينظر الى والديه بأنهما جهلة لا يفكون الحرف؟ مثل هذا سيكون أول صيد للانحراف لكونه لم يتلق التربية المطلوبة التي تجعله إنساناً سوياً.
أعود الى هذه الدماء التي تروي الأرض العربية بشكل مفزع ومخيف، وأقول أن مناهجنا التعليمية من أولى مهماتها غرس “التربية” النفسية في ذات الطالب مع تعليمه “فك الحرف” لابد من تعليمه فك حرف التربية، وبدون ذلك سوف نظل نعاني من هذه الظواهر المنفلتة على “اسرها” أولاً قبل انفلاتها وارتكابها هذه الجرائم في حق الآخرين في مدننا العربية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *