[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

التخطيط هو أساس رئيسي من أساسيات الحياة تزداد أهميته عندما يكون هدفه الأمة أو المجتمع، ومن أبجديات التخطيط يأتي الهدف المخطط الوصول إليه مع اعتبارات الحاضر والمستقبل ومواردها البشرية والمالية، وأبسط قياس لنجاح التخطيط يكون من خلال النتائج التي تحققت من خطة أو مخطط تم اعتماده للوصول لهدف أو أهداف وعندما تكون النتيجة سلبية يحاسب المخطط أكثر من المنفذ إذا لم يغير الثاني في التخطيط عند التنفيذ.
كمثال عندما نخطط لتوطين الأعمال لابد أن نأخذ تلك الاعتبارات بعين الاعتبار لكي نبتعد عن الخطط التي تأتي بنتائج وهمية مؤقته تنعكس إلى كوارث مستقبلية تضاف لما لم يتم إصلاحه فيتحول الوضع إلى نهاية مسدودة تفرض حلولا سريعة لن تأتي بجديد ويستمر الوضع القابل للانفجار، من يخطط لتوطين أعمال هامشية تعتمد على الوضع الحالي وليس لها علاقة بالمستقبل كوظائف حراس أمن، استقبال ومبيعات تجزئة، هو يظن أن الحال سيستمر كما هو الآن وأن هذه الشركات التي أشغلت وليس شغلت وأهلت هؤلاء الشباب سوف تستمر في نجاحاتها ولا يضع في الاعتبار حدوث العكس الطبيعي.
نحن في حاجة لمخطط استراتيجي لتوطين أعمال التصنيع، الحرف المهنية والخدمات الأساسية لأنها مفاصل مهمة في اقتصاديات المجتمع، دخلها مرتفع للفرد ويحتاجها الجميع في كل زمان حتى في حال اهتزاز سعر البترول، انخفاضه بوجود البديل الذي سوف يغير المعادلة الاقتصادية لدول النفط ومن لديه مناعة يصمد ومن اعتمد على الحلول المؤقته سوف ينهار اقتصادياً.
ما يحول التخطيط من ابتكاري إلى انفجاري هو عدم وضوح الهدف المدعوم ببرنامج زمني يعكس خارطة الطريق للوصول، كذلك التركيز على الحاضر وإطلاق البرامج غير المدروسة بعناية لإحداث نوع من الغبار حتى يظن المشاهد أن هنالك عملا يتم إعداده وتكتشف بعد وضوح الرؤية أن خلف الغبار حلولا مؤقتة سوف ينتهي مفعولها ويُكتشف أن العلة تفاقمت لأنها لم تعالج بقدر ما أنها خدرة لفترة.
التخطيط الابتكاري لتوطين الأعمال للنموذج الذي أمامنا لا تستطيع وزارة العمل بمفردها تنفيذه بدون دعم ومساندة فعالة وليست دعائية من قبل مختلف الوزارات، البنوك، الشركات العملاقة التي تعملقت من خير هذه الأرض وأحسبهم لا يمانعون طالما وجد المخطط المدروس بالبرنامج المحدد بعيداً عن بيروقراطية وزارة المالية وبإشراف ومتابعة صارمة من جهات محايدة، الهدف هو الوصول وليس التفنن في تجارب نتائجها في المجهول.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *