التحكم والاستلاب في رمضان

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د .رؤوفة حسن[/COLOR][/ALIGN]

يستهلك الناس من أجل حياتهم الهواء والماء والغذاء والمساحات المكانية المحيطة بهم .وهذه أمور قلما يكون الاعلان وسيلة من أجل الجذب لحسن استخدامها أو للترشيد في التعامل معها .والنشاط الإعلاني من الناحية العلمية والعملية هو نشاط اقتصادي يتم فيه انتاج الاعلان وبحوث الاعلان ودراسات السوق والتعرف على حاجات المستهلكين وتغيير اهتماماتهم وقناعاتهم والتأثير على توجهاتهم الشرائية .
كما أن الإعلان هو أيضا صناعة للتصوير والاستخدامات المتقدمة للفنون الصوتية والبصرية والألوان والضوء والغناء والحركة والملابس وغيرها .وقد برزت الى واقع الحياة الاقتصادية في السعودية واليمن أعداد لابأس بها من وكالات الاعلان والانتاج الدعائي ولكنها لاتزال في مراحل تطورها، ولا يزال الاعلان المصنوع خارج هاتين الدولتين هو السائد بثه إذاعة وتلفزيونا وصحافة .
وبسبب الاعلان تتعرض الحريات الفردية الى حالة استدراج في العمل والتفكير والترويج والاستهلاك والتجارة والرأي وأنماط الحياة والطعام واللباس والسكن وحتى في الدواء والعلاج وأختيار الأطباء .يخضع كل ذلك لإتجاهات الاعلام ذات الصبغة الترويجية التي يحددها الاعلان التجاري المباشر أو غير المباشر .وبينما لاتخضع وسائل الاعلام الخارجية لشروط تضعها سيادة الدولة على وسائل الاعلام المحلية فإن الاختيار لمشاهدة الاعلان الخارجي في القنوات الفضائية او في الصحف الخارجية المباعة في السوق المحلي، والاذاعات المختلفة تخضع مباشرة لقوانين هذه القنوات ولا يمكن محليا الحماية من آثارها .
وهذه الأيام التي يتحول فيها هذا الشهر الفضيل الى شهر مشاهدة تلفزيونية عالية، يستغلها منتجو الاعلانات للترويج والتعريف بالمنتجات والسلع، يصبح التفكير في حالة الاستلاب التي يقع فيها الناس مدعاة للمراجعة والتفكير .
الإشراف الرسمي :
يخضع الاعلان لمحددات وشروط متشابهة في كثير من الدول العربية، ففي اليمن والسعودية مثلا يخضع لمجموعة من الشروط من أهمها ارتباط الاعلان بمبدأ التجارة والكسب وفي نفس الوقت توجيه وتوعية الجمهور باستعمال السلع والمنتجات الوطنية
والاستفادة من الخدمات المتاحة بالشكل الذي يتناسب مع امكانيات واحتياجات غالبية الجمهورالمتلقي لهذه الاعلانات .
كما تشكل ملائمة الاعلان التجاري للقبول العام لدى الافراد والعائلات واتفاقه مع الذوق العام والتقاليد الاجتماعية والمحددات الاسلامية المرعية شرطا هاما .لكن الفضائيات الخارجية هي التي تحصل على أعلى نسبة من المشاهدة بحيث تصبح الشروط المحلية غير ذات معنى .
رقابة الذات :
ما نفعله بأنفسنا هو مسؤوليتنا المباشرة .فالعائلات التي تسلم نفسها وأبنائها لقنوات التلفزيون، دون رقابة وتحديد للآثار الضارة على الاستهلاك والفكر والرؤية للعالم من حولهم، تتحمل جزء كبيرا من المسؤولية عن تشكل انماط الاستهلاك المستقبلية لأفراد الأسرة .
وجود جهاز التحكم \” الريموت كنترول \” هو مقياس المسؤولية، فهناك قنوات لا تعد ولا تحصى على أجهزة استقبال الأقمار الصناعية التي تدخل اليوم الى كل بيت، وبضغطة خفيفة على جهاز التحكم يصبح الانسان مسؤولا عن نفسه وعن عقله، أو يصبح ضحية اختياراته .
[ALIGN=LEFT]raufah@hotmail .com[/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *