[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مازن حماد[/COLOR][/ALIGN]

يشكل الصاروخ بعيد المدى الذي أطلقته كوريا الشمالية، تحديا للضغوط الدولية، ويضاعف القلق من برنامجها النووي على ضوء الأهداف التي يستطيع هذا الصاروخ الوصول إليها.
ورغم قول بيونغ يانغ إن الصاروخ استخدم لوضع قمر صناعي في مدار الأرض، تعتقد قوى إقليمية ودولية أن العملية تمثل تمريناً عسكريّاً سريًّا مادام ان الصاروخ المستخدم فيها قادر أيضا على حمل رؤوس نووية.
ويتعلق القلق الرئيسي بمدى الصاروخ الذي يستطيع قطع أكثر من «6500» كيلومتر مما يضع حتى المناطق الأميركية النائية مثل ألاسكا وهاواي في مجاله. ومن المؤكد أن تثير التجربة الكورية الشمالية الجدل في الولايات المتحدة حول نشر وكفاءة الدروع الصاروخية في منطقة الساحل الغربي.
وكان قد تم نشر «20» صاروخا اعتراضيا في مواقع بألاسكا بعد عام «2002»، وهناك خطة لنشر «20» صاروخا آخر في الشهور المقبلة. لكن بعض المحللين يشكون من أن هذه الصواريخ الاعتراضية غير قادرة على الصمود في وجه الصواريخ الحديثة العابرة للقارات التي تستطيع تجنب الإصابة من خلال وسائل مثل إحداث غيوم غبارية واستعمال ذبذبات معينة للتشويش على الرادارات وإطلاق بالونات حرارية لإرباك الأسلحة الاعتراضية.
وكانت كوريا الشمالية تتلاعب بالأسرة الدولية على مدى الخمسة عشر عاما الأخيرة، فمرة تفاخر ببرنامجها النووي ومرة توقفه عندما تعرض عليها حوافز اقتصادية جيدة. وقد انسحبت من معاهدة عدم الانتشار النووي في العام «2003» متهمة واشنطن بالفشل في تقديم مساعدات معقولة ورفض توقيع معاهدة عدم اعتداء معها. وفي عام «2005» أعلنت تطوير سلاح نووي، وبعد مرور سنة أجرت أول تجربة نووية. وفي «2007» وافقت على إغلاق مفاعل يونغ بيونغ ودمرت برج الماء الثقيل، لكنها أعلنت عام «2008» انه سيتم تجديد المفاعل لمواجهة «عداء» الأميركيين.
وفي أكتوبر الماضي ظهرت آمال جديدة بعد أن فككت كوريا الشمالية مفاعلها النووي وألغت أميركا الدولة الكورية من لائحة الإرهاب. كما سمحت بيونغ يانغ للمفتشين الدوليين بزيارة كل المواقع المعلنة وغير المعلنة مقابل مساعدات اقتصادية كبيرة.
والآن تعطلت محادثات الأسرة الدولية مع كوريا الشمالية التي هددت بالانسحاب من التفاوض إذا عاقبها مجلس الأمن لإطلاقها الصاروخ بعيد المدى أمس الأول. ومازالت أميركا تقول انها مهتمة بعودة كوريا الشمالية إلى المفاوضات وإبقاء شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من السلاح النووي.
أما المتشائمون فيعتقدون أن بيونغ يانغ ستواصل تطوير قدراتها النووية والصاروخية بغرض التفاوض مع الولايات المتحدة على قدم المساواة. ويتضح من مسلك كوريا الشمالية ان استراتيجيتها تقوم على اعتراف أميركا بها والتفاوض معها على نزع السلاح، أسوة بما كانت واشنطن تتبعه مع الاتحاد السوفياتي السابق.
الوطن القطرية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *