[COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR]

كلمة تجنيد ارتبطت بالعسكرية لإعداد شباب الوطن ليكونوا جاهزين للدفاع عنه وقت الحاجة لأن الحروب كانت تعتمد على الإعداد البشرية، الآن تغير الحال وأصبحت الحروب تتم من على بعد وقد لا تحتاج لجنود على الأرض، كذلك أصبح العدوان فكرياً وثقافياً من خلال الإعلام ومواقع التواصل هو السلاح الذي تهاجم به الدول بعضها ولهذا وجب تغيير أساليب التجنيد بناء عليه.
نعم يحتاج الشباب الخليجي عموماً والسعودي خصوصاً الانخراط في معسكر تجنيد عسكري بعد مرحلة الثانوية لفترة محدودة، الجانب العسكري هو لتعليم الانضباط والسلوكيات التي يجب أن يتحلى بها المواطن، الجانب الآخر والأكبر في المساحة هو جانب تثقيفي في كيفية تحمل المسؤولية الشخصية والاجتماعية بأساليب خلاقة لتحقيق أهداف مباشرة وإحداث تحول سريع.
هذا التجنيد أو لنسميه التأهيل الشبابي يعتبر المصل الوقائي (التطعيم) الذي يحتاجه الجسم لتفادي بعض الأمراض المعروفة والتي تبين ضررها على المجتمعات وتركيبة مستخرجة من خصائص الداء نفسه فيحقن بها العقل لتبني عنده أدوات دفاع ضد أي هجوم من تلك الأمراض الفتاكة.
من الأمور التي يمكن ويجب تسليح الشباب بها يأتي السلوك الاقتصادي بمختلف تفرعاته سواء الشخصي، العائلي أو الوطني مما يحقق للمتلقي تصوراً أكثر وضوحاً عن مستقبله الذي لابد أن يتم اختياره بناء على معطيات يعرفها ويتحكم فيها الشخص نفسه بعد تعليمه كيفية استنباط هذه المعطيات وتقييمها ليتم من خلالها تحديد معالم المستقبل للفرد والذي هو نفسه مستقبل المجتمع والوطن ولهذا يتوجب علينا الحرص على تنمية هذا الجانب لأنه الأكثر تأثيراً في الناتج المحلي الحقيقي اقتصادياً وأخلاقياً.
لابد أن يتم تطبيق مثل هذه البرامج الوقائية المهمة جداً للجنسين لأن الناس يتكونون من ذكر وأنثى أي قطبين أساسيين لاكتمال العيش البشري وأي عطب يصيب أحدهما سوف يجعل الآخر عديم الفاعلية، الأنثى هي الأم أو المعمل المنتج للقطبين وهي المدرسة لهذا يصبح تأهيلها يفوق في الأهمية تأهيل الذكر الذي قد يصل لسن التأهيل الوطني وقد فقد أغلب المقومات الفكرية وبالتالي السلوكية بسبب أن مدرسته التي قضى فيها أهم الفترات منذ الولادة وتلك هي الأم لم تكن مؤهلة على الإطلاق لتربية وتجهيز رجل لهذا الزمان يقدر المعرفة ويرفع البنيان، كل هذا لكي يبقى الوطن ومن فيه في أمن وأمان أساسه التأهيل بالتبيان للفتيات والفتيان.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *