[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

هنالك مسلمون وهنالك مؤمنون، من المؤمنين أولئك الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ومن المؤمنين يرتقي الفرد بأعماله ليكون من المتقين، وعرفنا خالقنا جنات أعدت للمتقين، ولأن القرآن هو دليل الخالق للبشرية لابد أن يكون في الدليل شرح وتوضيح لكيفية الوصول لهذه المرتبة التي يطمح كل مؤمن في الوصول إليها، وعند مراجعتي للدليل وجدت كثيراً من الأعمال التي توصل الإنسان لأن يكون من المتقين، ولكني بصدد الحديث لمحدودية المساحة عن ما أعتقد أنه أهم تلك الأعمال والتي بفعلها والإستمرار في ممارستها تكن من الصالحين فيحسبك الله وهو حسيبك من المتقين وذلك لأن الرحمن الرحيم هو المعين لمن يجاهد نفسه في السير على الصراط المستقيم.
المال زُين للإنسان لدرجة أن أصبح من أكثر أنواع الفتن غرورا، فالمال يظهر النفس الشحيحة أوالمنفقة، قد يؤدي المال إلى التكبر، الظلم، القوة التي تجعل الإنسان لا يمانع في أكل أموال الناس بالباطل بمن فيهم اليتامى والتي يعتبرها القرآن من المحرمات التي تخرج فاعلها عن صراط الذين أنعم الله عليهم، بالمال تدفع الزكاة والصدقات وتعتق الرقاب ويطلق الغارمون، بالمال يكون الوفاء لأولي القربي لمساعدتهم. في القرآن مدرسة مالية تجارية نحتاج مجلدات لتفصيل أبوابها المتعددة التي تنافس أكثر النظريات المالية التنموية شيوعاً في علوم إدارة الأعمال لأنها تُعلمُكَ طرق المتاجرة التي لا تبور وكيفية تنمية المال الذي يقربك في الدنيا من الوهاب ويبعدك في الآخرة من العقاب.
أعتقد أن طريق المتقين لابد أن يجعلهم في الدنيا من الصالحين، لذلك ليس كل المؤمنين صالحين لأن الصلاح يحتاج إلى أعمال لا يقدر على تطبيقها كل مؤمن ليس بسبب عدم المقدرة على القيام بهذه الأعمال ولكن بسبب أن النفس الأمارة بالسوء التي لا تشجع على كظم الغيظ والعفو عن الناس يصعب عليها أن تنفق كما علمها القرآن ولا تهتم بالمتاجرة عديمة المخاطر المؤدية إلى الفلاح.
أود أن اسأل لو كان للإنسان أن يختار فعل شيء عندما يحين أجله فماذا تراه أن يختار؟ بالطبع سوف يهم بفعل ما يحبه مولاه الذي إليه منتهاه، ولكي نعرف هذه الأفعال لنطبقها قبل أن يأتي الأجل الذي لا يؤجل، لابد من مراجعة دليلنا الذي فُصل لنا تفصيلاً لنعرف الأعمال للوصول للمراتب العليا. تعالوا نتدبر قول الحكيم الخبير الذي أحسبه إشارة لنا لمعرفة أحد الأفعال العظيمة، قال تعالى:\” وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ\” (المنافقون:10) هل لاحظتم الطلب؟ إدارة المال في القرآن من الأمور التي إذا ما أغفلها الإنسان قد يظن وهو مفتون أنه مستر فهمان ليكتشف يوما ما يكشف عنه غطاءه ويصبح بصره حديداً إنه كان في التقصير شديد وقد يساق إلى عذاب مديد.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *