[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. إبراهيم بن عبدالعزيز الدعيلج[/COLOR][/ALIGN]

* قبل عدة أسابيع كتبت هنا مقالة بعنوان: (مكاشفات ولقاءات الفتنة) أشرت فيه إلى بعض الذين يبحثون عن الشهرة ايجاباً أم سلباً، فاسلوب الغاية تبرر الوسيلة هو المبدأ الذي يعيشون عليه ويعملون من أجله لكسب المزيد من الدهماء، والاستعراض بذلك على حساب اللحمة الوطنية بالتشويش والتحريض وزرع الفتنة الطائفية وغيرها للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد بنشر وبث المهاترات والمناوشات البيزنطية والضرب فوق الحزام وتحته!
* وبعض هذه المكاشفات واللقاءات والمقالات تعبر عما يخالج أنفس كتابها ومقدميها من حقد وكراهية لهذا البلد وأبنائه بالرغم من أنهم محسوبين عليه! والهدف منها تغذية الصراعات بين الناس، واثارة المعارك الطاحنة وزيادة الخلاف عن المقبول وخروجه عن المعقول بما يهدد هويتنا وتحول مجتمعنا إلى فرق وشيع، ويضعون لكل فرقة استراتيجية تكون معول هدم ينخر في مجتمعنا الواحد.
* فأحد ادعياء الاعلام يدعي الحيادية وهو أبعد ما يكون عن ذلك لأن اسلوبه مكشوف بالبحث عن الفرقة والانقسام بين عامة الناس بحجة الحوار والشفافية، فقد أكدت الزميلة أمل زاهد في جريدة الوطن غرة شعبان الحالي بعض ما أشرت إليه في مقالي السابق، وكشفت أن ما يقدمه عبر ما أسميه (… التالي!) بأن البرنامج يوحي للمشاهد أنه في حرب ضروس وليس برنامجاً من المفترض أن يعزز ثقافة الاختلاف والحوار!
* وتضيف الزميلة زاهد: \”هذا البرنامج يشعرني بالتشاؤم والضيق، فهو يفضح – عن قصد خبيث – عوار مشهدنا الثقافي وافتقاره لثقافة الحوار وأدب الاختلاف، ويكرس للانشغال في صغائر الأمور وشكلانياتها عن هموم الأمة العديدة والأخطار المحدقة بها! ناهيك عن تركيز البرنامج – في جل حلقاته – على الاثارة والدوران في أفلاك جدلية تعزز للفرقة والتشرذم بدلاً من التقريب وصولاً للتعددية وتقبل المختلف! ويبدو أننا نحتاج أعواماً جديدة وأزمنة طويلة للوصول إلى سنة أولى حوار، وسنظل نلثغ ونتهجى أبجديات الاختلاف لأجل غير مسمى!
* ما كتبته الزميلة زاهد يؤكد أن هذا الطرح \”الـ…\” يعيق محاولات التقدم والتآخي الذي يسعى إليه المخلصون من الوطنيين الحقيقيين، ومثل هذا هو خطر على البلاد والعباد من المجاهر بالرذيلة، فلابد من ردعهم ردعاً يعيدهم إلى جادة الصواب ووقف صوتهم الطائفي الحاقد.
** قبسة:
\”فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعاً، وأن أخذوا على أيديهم نجو ونجو جميعاً\”
(حديث شريف رواه البخاري)
مكة المكرمة: ص. ب: 233 ناسوخ: 5733335

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *