التاريخ بنظرية الإنجاز
اليوم .. نعيد كتابة التاريخ الحديث للوطن، وفي الأيام المقبلة سوف نعمد الى ما قبل، وما بعد رؤية التحول الوطني، بعيداً عن نظرية من يكتب التاريخ، لأننا باختصار اردناها انجازا باسم الوطن، منهجية التحول / التغيير – التطوير هي من يضع التغيير من اللحظة الاولى، والباقيات الصالحات تأتي تباعاً عقب ذلك، لاشك الانتظار صعب وأصعب منه الترقب، واستعير بالمناسبة من الذاكرة مقالاً كتبه الاستاذ سمير عطا الله من أمد غير قصير في أخيرة الشرق الاوسط ” بعدما انتقل الطبيب ايغنار شيملس – هنغاريا، للعمل في فيينا لاحظ ان اماً من كل عشر تموت على سرير التوليد، فاقترح ان يغسل الأطباء أيديهم جيداً قبيل مباشرة أي عملية توليد، بعضهم يأتي من عمليات جراحية أخرى حاملين معهم جراثيم تؤثر في صحة الوالدة، سخرت الادارة منه، وانتقده الأطباء، واستمر موت الأمهات، واخيراً قرر الأطباء الاصغاء وتنفيذ رؤية الدكتور ايغناز فتوقف موت الأمهات وتعلم الأطباء وربما غيرهم ان الجراثيم معدية / قاتلة وان الكبرياء تافه “..
تحرير اليمن من براثن العقيدة الصفوية، رعد الشمال، والقمة الخليجية – المغربية ومن قبلها الزيارة الميمونة لجمهورية مصر العربية ثم تركيا وكثير من القرارات الداخلية والخارجية أثرت خطوات تغيير السياسة الوطنية نوعياً، معطيات الضرورة أو غيرها لا بأس، ولكن هناك ارادة للتغيير والانتقال الى مأسسة الدولة، عقد فيها ولي الأمر العزم على دخول معترك الوقت والانجاز والاعتماد على النفس والابناء والاكفياء منهم تحديداً، وبالتالي نحن اليوم على مشارف كتابة التاريخ بصورة غير نمطية واكيد غير مسبوقة، ربما لن نعود الى الولايات المتحدة الاميركية.. نبقي الود، ونحافظ على العلاقات التاريخية ولكن مصالحنا أولاً وعلاقاتنا الثنائية من بعدها، كنت كتبت الاسبوع الماضي “مصالحنا العربية / الدولية اولاً، وعلاقاتنا الثنائية دائما” .. (وستبقى الولايات المتحدة صديق متلون، ولن يكون طرفاً محايداً اطلاقاً؟!) ربما يجب علينا في أطار مراحل النقلة النوعية لتحديث الدولة ان نشرع في اعداد الكوادر المناسبة لرؤية التغيير – التحول في الاعلام قبل غيره، فالموجود اليوم على الساحة مع كامل الاحترام غير مؤهل للمرحلة الجديدة، نعم بعض ادواتنا الاعلامية تجاوزت السقف المسموح به مكانياً، وعمريا، واللغة لم تعد ثابتة حولها كثير من المتغيرات الموجبة الابدال .. والمجتمع يجب ان ينتقل مع الرؤية الجديدة الى مرحلة الايمان ان صدقية الطرح تحتاج الى مهنية التناول من اجل مستقبل افضل.
هناك كثير من الكفاءات الوطنية المؤهلة والفاعلة، ولكنها لم تتشبع بعد برؤية التحول / الانجاز الوطني .. على رغم ايمانها بضرورة رؤية التحول الوطني .. نحن امام تحد من نوع خاص؟!.
[email protected]
التصنيف: