البُنيان حول الحرم المكي بمعايير المنطق والإيمان

Avatar

[COLOR=blue]عبدالإله عبدالغني محمود صباغ[/COLOR]
لا تتسع الكلمات لوصف سحر المكان، كيف وهي أرض الله وأطهرها بقعة. نضع أقدامنا الحافية على أرضها فيسري بردها في أقدامنا وبدننا. في السنوات الماضية كثرت الأقاويل وتداولت الأخبار بين عامة الناس عن العمران العارمة حول الحرم المكي وأنه مسيء بذات الحرم والكعبة، لكونها أثارت صخبا حول الحرم وأفقدت من جمالية الحرم.كما أن هُناك فئة تدعي أن البُنيان المتكاثر حول الحرم المكي يفقد الشخص من روحانيته وخشوعه لله تعالى, وأن هذا البُنيان يشكل عائقاً للمسلم للاستمتاع بجمالية الحرم المكي سواء شاهده على التلفاز أو على الطبيعة .
هُناك عدة جوانب نستطيع النظر إليها، وجانب أساسي لبناية هذه العُمران تُعود لأحد أكبر الأسباب وهو ازدياد التعداد السكاني حول العالم والعالم الإسلامي على وجه التحديد. في عام 2007 أعلنت مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي أن الدين الإسلامي هو الدين الأول من ناحية التكاثر والنشر حول العالم بنسبة 1.84 % وتعتبر هذه النسبة أكبر نسبة تحول في التكاثر الديني عبر التاريخ. حيث حسب آخر إحصائية في عام 2010 أشارت الى أن المسلمين حول العالم هي ما يقارب 1.6 مليار. وتخيل كل هذه الأجساد تتجه الى الحرم المكي لتأدية الفريضة.
القيام بالتوسعة أمر كان لابد منه على مر السنوات الطويلة الماضية، ازدياد البُنيان حول الحرم المكي أمر لا محالة منه لاستقطاب المُسلمين حول العالم كافة لتأدية الفريضة الواجبة عليهم.
بوجود الموارد والقدرة المادية لتوسع الحرم وازدياد البُنيان حول الحرم المكي أمر يجب أن نتفاخر به نحن كمسلمين عوضاً على أن ننتقد حدوثه، التفاخر بكثرة المسلمين يوماً بعد يوم، وروعة المنظر لرؤية المسلمين كافة حول الكعبة وعلى أطراف الحرم لهدف واحد يجمعهم جميعاً.
التحجج ببناء العمران الضخم حول الحرم لا يفقد روحانية الشخص لدينه، فمن يملك الإيمان سيستسلم لعظمة هذا المكان بمجرد النظر الى الكعبة المشرفة، الإيمان أمر ذاتي يربط الشخص الى الدعاء لله تعالى فمن امتلكها لن يبالي بأمور ثانوية حول البُنيان والتوسعات والازديادات. والتعذُر ليس هو إلا فطرة لدى الشخص.
وأخيراً التوسعة بكامل جذورها داخل الحرم وعلى أطرافها يوافق هذا الزمن من ازدياد المسلمين ولله الحمد، والشكر لخادم الحرمين الشريفين أنه خدم بيت الله من أجل المسلمين كافة حول العالم. فلنشكر نعم الله التي أنزلها علينا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *