تعتبر البلديات الجهة التي تهتم بتنظيم خدمات محلية متعددة للبيئة والمجتمع وقد اطلق عليها اسم أمانة في المدن والمحافظات الكبرى لأن ولي الأمر جعلها أمينة على هذه الخدمات وسمي المسؤول فيها أميناً لكي يكون كذلك في متابعة كل ما من شأنه المحافظة على المكان والعناية به، ونظراً لضيق المساحة سوف أتحدث عن موضوعين بسيطين ولكنها غاية في الأهمية لراحة السكان ويعكس التقدم الذي تسعى اليه الدولة ويتطلع إليه المواطن والمقيم لأنه يلامس حياته اليومية.
المظهر غير الحضاري الذي نشاهده من تكدس السيارات عند المباني السكنية والتجارية سببه عدم حرص الأمانة في التأكد من توفر مواقف كافية لمن يقطنون أو يتوقع أن يرتادوا هذه الأماكن، ولكن للأسف ما يحدث وبشكل متكرر أن يتم التصريح لمبنى سكني أو تجاري ضخم وتلاحظ أن أعداد مواقف السيارات المخصصة لهذا المبنى لا تفي حتى لعدد الوحدات السكنية أو التجارية التي يحتويها المبنى بأية حال من الأحوال وبالذات البنوك والمستشفيات وكأن القائمين على هذا العمل لا يعرفون أو يتجاهلون هذا الأمر الذي يعكس أضرارا كثيرة تسبب اعاقة للسير في الحالات الطبيعية فما بالكم بحالات الطوارئئ؟.
كذلك الأمانة أو البلدية مسؤولة عن التصريح لأي حفريات وتحديداً في الشوارع، لكنها للأسف تصرح ولا تتابع، لهذا تجد أن مقاول الحفريات يُعطي التصريح فيقوم بحفر الشارع وبالذات بالعرض وعندما ينتهي من عمله يقوم بردم الحفرية ولكن تترك بدون تسويتها (سفلتتها) لأيام أو أسابيع الأمر الذي يترك المكان مليئا بالأتربة، يعطل حركة السير والأدهى والأمر يتسبب في عطب للسيارات التي تتفاجأ بهذا القطع في الشارع الذي لا يتم تسويته الا بعد أن يكون قد تسبب في ارسال كثير من السيارات وبالذات الفخمة التي تكلفة اصلاحها مرتفعة والتي لا يتحملها التأمين فيتحمل المواطن أو المقيم تكاليفها في حين ينعم المقاول بالأرباح لأن رقابة البلدية تهتم فقط بالشوارع الرئيسية الكبرى ولا عزاء لمستخدمي الشوارع الفرعية وبدون تعويض.
من أسباب تكرار هذه المماراسات التي تجعلك تظن أنك تعيش في أحد قرى أفريقيا الفقيرة هو التسيب الرقابي وعدم وجود العقاب المناسب لمن يفترض منه متابعة هذه الأمور ومعاقبة من يحدث منه هذا القصور، فإذا ما عرف الموظف المسؤول أو المقاول المغرور أن فعله هذا سوف يقابل بالعقاب المناسب وليس بعقاب مضحك سوف لن نجد هذه المماراسات، وطالما أن الأمانة تحصل غرامات من جراء المخالفات فلماذا لا تكون هنالك مكافأة للمبلغين عن هذه التجاوزات لكي لا يتعذر المسؤول بعدم معرفته بما يحدث من خلفه وبهذا نكون قد أوجدنا مراقبة مستمرة وصنعنا موظفين مسؤولين؟ لابد أن يكون مظهر شوارعنا يتوافق مع ثراء دولتنا وتقدم مجتمعنا، واتقوا الله لعلكم ترحمون.
عضو الجمعية العالمية لاساتذة إدارة الاعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *