[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

أكاد أجزم أن الحديث عن البطالة لا يقبل المجاملة أو التجمل لأنها قضية كل مواطن يهمه الوطن، هذه القضية أطرافها هم: طالب العمل، صاحب العمل والدولة ممثلة في وزارة العمل، الكل مسؤول والجميع يعتبر مقصراً حتى الآن، قد تكون ثقافة المجتمع سبب تقصير طالب العمل الذي تتحمل الدولة تغير ثقافته بالبرامج التوعوية، التدريب على رأس العمل للمهن غير المرغوب فيها والتي يجب أن يكون عائدها مغريا أثناء التدريب وسوف يستمر كذلك لأن الفرد المتدرب في حرف مهنية سوف يخرج للسوق ويحقق عائدات مالية لا يتخيلها وسوف تتحول مجموعة منهم لمقاولين صغار وبسرعة.
وزراة العمل أجدها تكثر من البرامج بدون نهاية واضحة تؤدي إلى توظيف دائم مقنع بمتوسط دخل مناسب للفرد والأخرى تنظيمية لن تفرز توظيفا حقيقيا، كل ما يلفت الانتباه هو الاهتمام بالكم وليس بالكيف، فهنالك توظيف وهمي، توظيف يعتبر مؤقتا لشركات تعمل بعقود سوف تنتهي أو وظائف أستطيع تسميتها عديمة القيمة المالية والمستقبلية، وطالما أن الوظائف تنحصر في بعض الوظائف البائسة وليس منها ما يخطط لإحلال في الأعمال المهنية في صناعة البناء واستغلال الطفرة العمرانية الموجودة الآن لتدريب عدد كبير على رأس العمل من خلال برامج من خارج الصندوق تؤهلهم مع نهاية المشاريع بالنزول للسوق وتحقيق أحلامهم سوف تكون النتيجة غير مرغوب فيها.
القنبلة الموقوته تستطيع معرفة حجمها وموعد إنفجارها ولكن القنبلة المؤجلة لا تتوفر منها تلك المعلومات الهامة ويصبح توقع حجم وموعد إنفجارها مستحيل، إذا ما جاء الوقت الذي يلتقي في العاطلون الحاليون مع أكثر من مائة ألف سنوياً فقط جامعيون إضافتاً للعائدون من الخارج مع من أعتبرناهم قد وظفوا وهم فقط أشغلوا مع مليون عاطلة، سوف يكون اللقاء غير حميم وقد يكون هو الشرارة التي تحقق الانفجار للقنبلة المؤجلة لأن القضية ليست أماني وشعارات بقدر ما هي حقائق واستحقاقات لابد من التعامل معها ببرامج ُيعرف وقتها وتحدد نتائجها القابلة للتقيم خلال تطبيقها وتكون نسبة نجاحها مضمونة لأن التخطيط لها وضع في الاعتبار كل العوامل والظروف الحالية والمستقبلية.
الجميع لابد أن يدعم وزارة العمل ولكن لابد أن تكون هنالك شفافية ومخططات واضحة تجعلنا نطمئن للمستقبل وليس حلولا مؤقتة لهشاشتها وسقوطها متوقع ونستمر في تسميتها برامج ونتشدق بها دون أن نحقق في نتائجها الآن وليس غداً الذي قد يكون متأخراً جداً ولن تنفعنا المجاملة والتجمل.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *