البحث العلمي وأهميته في عصر العولمة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=royalblue]سمير علي خيري[/COLOR][/ALIGN]

يظل للبحث العلمي أهمية خاصة في حياة الامم في عصرنا الحاضر الذي يتميز بسرعة التغيير والتطوير في جميع مجالات الحياة حتى اصبحنا نعيش ثورة معلوماتية وتكنولوجيا متقدمة ومتغيرة من يوم لاخر وخاصة في مجال الكمبيوتر والاتصالات والقنوات الفضائية وفي مجال الطب والصناعة والزراعة والاقتصاد ومما لاشك فيه فان الاكتشافات الغريبة والمذهلة وهذه الثورة العلمية والتي تسير بسرعة الصاروخ في الدول المتقدمة كاليابان وامريكا واوروبا واليابان وروسيا وهذا التقدم لم يتحقق لها ما لم يكن هنالك اهتمام كبير بالبحث العلمي والانفاق عليه بسخاء من قبل هذه الدول والتي تصل في بعضها الى 10% من ميزانياتها مما ينعكس ذلك على تطورها وتقدمها صناعياً وتكنولوجياً وفي جميع المجالات الزراعية والعلمية والاقتصادية مما يساهم ذلك في ازدياد معدلات النمو في مجال الاقتصاد الذي هو دعامة المجتمع ونموه وتطوره وتحقيق الرفاهية لأفراده.
ولذلك نجد ان خططها ومشاريعها قائمة على البحث العلمي الذي هو العمود الفقري في نجاح خططها ومنجزاتها وتقدمها في مجال الاختراعات والابتكارات ونجد خططها للتنمية دائما ما تكون طويلة الاجل تصل لعشرين عاما.
ولذلك نجد ان الدول المتقدمة تسبق الدول النامية بمئات السنين من ضمنها الدول العربية التي تنتمي للعالم النامي الذي تقل فيه نسبة الانفاق على البحث العلمي بنسب لاتتجاوز 1% وهي نسبة ضعيفة جداً لا تساعد على النهوض بالأمة وتطويرها وتكون سبباً في انخفاض معدلات النمو والانتاج والتنمية وازدياد معدلات البطالة وانخفاض معدلات الاقتصاد بصفة عامة ونشوء خطط قصيرة الاجل لا تزيد عن الخمسة سنوات ويكون مصير اهدافها الفشل.
ومن المؤسف نحن الشعوب العربية لا نعرف سوى ثقافة الاستهلاك والاعتماد على الغير في توفير متطلبات حياتنا من مأكولات وملبوسات سيارات وطائرات وغيرها مما تجعلنا نفتقد لثقافة الابداع والتطوير والاختراع حيث وتعودنا نحن العرب على البحث عن استهلاك كل ما ينتج ويردنا من الخارج بدون ان يكون لنا دور في الاختراعات التي تملأ الدنيا في عالمنا المعاصر واصبحنا نستورد كل ما نستخدمه من الخيط للابرة.
ومن المؤسف اننا ننفق على أمور لا دور لها في الانتاج والصناعة بمئات الملايين كالانفاق على الرياضة والفنون وأمور هامشية أخرى لا دور لها في زيادة الانتاج أو الصناعات أو الاختراعات فقلة الانفاق على البحث العلمي جعلنا للأسف الشديد في مؤخرة الركب العلامي في مجال الصناعات والابتكارات بالرغم من أعدادنا الكبيرة والتي بلغت مائتي مليون عربي في دولنا العربية وجعل دولة كإسرائيل لا يتجاوز عدد سكانها أربعة ملايين تسبقنا بمراحل وتتفوق علينا صناعيا وتكنولوجيا وحربيا واقتصاديا وزراعيا فهي تنتج معظم ما تستهلكه وخاصة الاسلحة الحربية وتلك حقيقة مؤلمة تجعلنا نعيد النظر في الاهتمام بالبحث العلمي وضرورة الانفاق عليه بسخاء ووضع طرق واساليب حديثة لتطويره والاستفادة في ذلك من بعض الدول المتقدمة في هذا المجال فلدينا الكوادر المؤهلة والقادرة على تطوير البحث العلمي ولدينا الامكانيات المالية ولدينا ديننا الحنيف الذي يحثنا على التطوير والابداع.
ونحمد الله ونشكره ان حكومتنا الرشيدة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال سياسة الاصلاح والبناء اتجهت للاهتمام بالبحث العلمي والعمل على دعمه وتطويره من خلال الاهتمام بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والعمل على انشاء جامعة الملك عبدالله العالمية للعلوم والتقنية والتي اعتبرت من أفضل الجامعات في الشرق الأوسط، كما أنه حفظه الله قام بتقديم دعم كبير للبحث العلمي بلغ مقداره سبعة مليارات من الريالات.
اضافة الى دعم مراكز البحث العلمي في جامعاتنا السعودية والتي بلغت في عهده الميمون عشرين جامعة بعد ان كانت تسع جامعات وتدعيم هذه المراكز في الجامعات بالكوادر المدربة والعلماء المميزين القادرين بالنهوض بالبحث العلمي.
كل تلك الجهود النيرة والانفاق الكبير على البحث العلمي يؤكد اننا مقبلون على نهضة علمية سريعة في مجال البحث العلمي سيكون لها اثارها الايجابية على التنمية الشاملة والخطط المستقبلية وان كان لي من اقتراح لتطوير هذا المجال المهم في حياة الدول في عصرنا الحاضر والذي سيجعلنا من مصاف الدول المتقدمة العمل على انشاء وزارة للبحث العلمي بحيث تكون وزارة مستقلة لها كوادرها وخبراتها وعلمائها المتفرغين للدراسات والبحث العلمي.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *