الباب الثاني .. إعلانات لا مكان للمرأة فيها

Avatar

أجمل ما في الإعلانات نهاياتها ففيها خلاصة الإعلان وقصته الفريدة التي تشكل الانطباع وتؤكد الرسالة التي يمررها صاحب الإعلان ، وخلال فترة \”الصيفية\” الحالية أشهرت الهيئة العليا للسياحة إعلانا يهدف لإقناع السعوديين بالتوجه نحو السياحة الداخلية هذا الإعلان الذي يفترض أن يروج للفسحة العائلية والمشاركة في الفرح مصاب بداء \”الذكورية\” كالعادة فالإعلان يصور شبابا يقفزون وشبابا يركبون الطائرات الشراعية وشبابا يركبون الدبابات البحرية والبرية وشبابا يسبحون وشبابا يفرحون ويبتهجون وفي المقابل يقدم المرأة وهي \” تتفرج\” على هذا الفرح العارم دون أن يكون لها حق المشاركة فيه .
إعلاننا السابق يقدم السياحة باعتبارها نشاطا\” ذكوريا\” بامتياز والحقيقة انه يلخص العلاقة الشائكة مع المرأة وكيف نراها ولذلك يجب أن لا ندهش ولا تدهش الهيئة العليا للسياحة من توجه ملايين الأسر السعودية للسفر سنويا للسياحة الخارجية
فكل الأنشطة هناك أي في \”الخارج\” مشاعة للجميع والاهم أن الأسرة كلها تتشارك فيها بما فيها المرأة ، إنها الرسالة الإعلانية التي تكشف التفكير وتفرز السياسات .
والحزمة الثانية من الإعلانات التي أتحفت \”صيفيتنا\” العزيزة سوقتها شركة الاتصالات السعودية وهي تروج إعلانا يتضمن مجموعة من الشباب يتبارون في الشعر الشعبي ؛ مستلهمة فكرة مسابقة شاعر المليون التي كرست فيما كرست للقبلية والعنصرية، ودفعت ببعض الشباب لاحتضان القبيلة بدلاً من احتضان الوطن، وإعلان أخر ﻟﻤﺠموعة من الشباب السعوديين تتندر على بعض الباعة ومقدمي الخدمات مكرسة بذلك تلك النظرة البغيضة للإخوة العاملين معنا في بناء الوطن من خلال طلبهم ﻟﻤﺠموعة من المستحيلات ولوجبات تقليدية غير معروفة لهم ، واستخدامهم لمفردات يصعب على البعض فهمها ، ولعبارات إعلانية مستندة إلى مفردات شعبية نائية في بلد مترامي الأطراف، يعكس تنوعا حضاريا ومتعدد الثقافات واللهجات.
ولذلك فان السياسة الإعلانية المتبعة لدى أي منظمة في حاجة دائما إلى كثير من المراجعة، فشركة الاتصالات على سبيل المثال تقدم نفسها باعتبارها المشغل الوطني لخدمة الهواتف ، إذا فهي تخاطب كل المملكة لا بعض المملكة ويجب أن ترضي كل الفئات لا جزء منها, ويجب عليها أن تتبنى حملات إعلانية \”بيضاء\” موجهة للجميع، أي لكل الوطن وأهله وأن تكرس في ما تسربه لعقولنا محفزات حضارية تدفعنا نحو المستقبل ونماذج نتمناها في أبنائنا وليس ما تظهرهم من أبطال أفلامها الدعائية في سلوكهم وطريقة خفة دمهم؛ التي تروجها.
والغريب أيضا أن تلك الإعلانات كغيرها من إعلانات الشركة قامت بالحد من ظهور المرأة فيها و التي تمثل \”المرأة السعودية\” التي تمثل نصف عملاء الشركة ، وإذا نشرتها تنشرها في وسائل متخصصة بعيدا عن أعين شرائح يبدو أن الشركة خففت من ظهور المرأة في إعلاناتها طلبا لرضائها ولبركتها.
وحسبها الإخفاق في توظيف المرأة السعودية, وهي مطالبة بتوظيف الرجال والنساء، وليس الرجال فقط ، من منطلق واجباتها الوطنية ومسؤوليتها الاجتماعية، لذلك فسؤالي هو: هل تستطيع شركة الاتصالات التي تستثمر الآن في بعض الدول خارج المملكة أن تلغي و تسقط المرأة هناك من حساباتها، وان تتجاهل توظيفها؟…

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد منصور الساعد[/COLOR][/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *